مهدي السيد
تحاول إسرائيل إضفاء طابع عقائدي على مجمل الصراع في الشرق الأوسط، وتحديداً الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بهدف استبعاد احتلالها للأراضي الفلسطينية وما ترتكبه من مجازر من أسباب الصراع في المنطقة وتأجيجه.
في هذا الإطار، ألقت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني كلمة في معهد «سبان» في واشنطن رأت فيه أن «التوترات والصراعات في المنطقة تنبع من صدامات أيديولوجية بين المتطرفين والمعتدلين وليس بسبب خلاف في شأن الأراضي». وكشفت ليفني «أن عدداً من القادة العرب أبلغوها سراً، أنهم قلقون من تزايد قوة التطرف برعاية إيران»، مشددة على أن «الخطر الأكبر على المنطقة يأتي من طرف إيران، التي تدعم التيارات الإسلامية المتطرفة، ومن ضمنها حكومة حماس».
وتكرر الموقف الاسرائيلي من حقيقة الصراع من المنطقة وطابعه العقائدي على لسان نائب رئيس الحكومة شمعون بيريز، الذي ألقى كلمة في المناسبة نفسها، رأى فيها أن القضية الفلسطينية «بنظر حماس هي صراع عقائدي وأيديولوجي، وليست صراعاً بين قوى محتلة وشعب يرزح تحت الاحتلال». وأضاف إن حماس «لا تريد دولة فلسطينية. هم لا يريدون أرضاً أو انتصاراً محلياً، بل يسعون إلى هيمنة دينية وهيمنة إسلامية على الشرق الأوسط». وأشار إلى أن «معادلة الأرض مقابل السلام غير ذات صلة بين إسرائيل وحماس» وذلك لأن «إزالة اسرائيل أكثر أهمية لحماس من إقامة الدولة الفلسطينية».
وعرض بيريز تحليله لاهتمام سوريا بالمفاوضات مع اسرائيل بأنها تهدف الى «فتح أبواب لها في الولايات المتحدة، من دون أن تدفع الثمن المترتب عليها، باستبعاد مراكز قيادة الإرهاب من دمشق، ووقف الدعم لحزب الله، والاستعداد لمفاوضات مباشرة مع إسرائيل».
وفي ما يتعلق بإيران، قال بيريز إن «قوتها تنبع من ضعف المجتمع الدولي» وعليه «فلو توافر ائتلاف دولي، لعادت طهران إلى حجمها الطبيعي من دون الحاجة الى شن حرب عليها».
وأضاف إن إيران «لن تملك قوة لبسط هيمنة دينية» لأن هناك عددا أكبر مما يُعتقد من الخيارات لمواجهة التهديد الإيراني، من ضمنها «مراقبة الصواريخ الإيرانية البعيدة المدى التي تحمل رؤوساً متفجرة وفرض عقوبات اقتصادية وقيود على تصدير النفط إضافة الى المساعدة على إسقاط النظام في طهران».
وتشارك في مؤتمر «سبان»، الذي يبحث «التهديد الإيراني» والوضع في لبنان و«تهديد حزب الله» بإسقاط حكومة فؤاد السنيورة وتبعات سيطرة حماس على الحكومة الفلسطينية، مجموعة من الشخصيات الأميركية والإسرائيلية، بينها الرئيس الأميركي السابق بيل كلنتون، وزوجته هيلاري، والسيناتور جون ماكاين.