يحيى دبوق
خلافاً للتقديرات التي سُرِّبت أو صُرِّح بها من محافل إسرائيلية في الفترة السابقة بشأن احتمالات الحرب المقبلة وتوقيتها، استبعد ضابط رفيع المستوى في جيش الاحتلال الإسرائيلي حصول حرب أخرى على الجبهة الشمالية في غضون العام المقبل. واستند الضابط في تقديره إلى حجم الضربة التي يعتبر أن حزب الله تعرض لها خلال العدوان الأخير، وبالتالي إلى طول الفترة التي يحتاج إليها لترميم قدراته. وذكرت صحيفة «معاريف» أن التقديرات السائدة في المؤسسة الأمنية ترجّح عدم قدرة حزب الله على العودة إلى الوضعية القتالية التي كان عليها في غضون أشهر، وذلك، من بين جملة أمور، لأنه فقد أكثر من 500 مقاتل وألف جريح خلال الحرب الأخيرة.
ونقلت «معاريف» عن الضابط الرفيع اعترافه بوقوع إسرائيل بفشلين اثنين «واضحين وحادّين» أمام حزب الله في خلال العدوان: عدم النجاح في تقليص عدد الصواريخ المتساقطة على الداخل الإسرائيلي، وعدم النجاح في تقليص مدة الحرب. وأضاف الضابط «علينا أن نسأل أنفسنا أسئلة ثاقبة عن إدارة القتال في جنوب الليطاني، على رغم أنه يمكن تسجيل إنجاز لمصلحتنا، يتمثل في ضرب الصواريخ الطويلة المدى والضاحية التي تعتبر مركز أعصاب حزب الله، وأدى ضربها إلى هز البنية التنظيمية لحزب الله».
وتحدث المسؤول العسكري عن ثلاث محاولات حصلت خلال الحرب لاغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، الأولى في الرابع عشر من تموز، عندما قُصف المربع الأمني في الضاحية، والثانية عندما أُلقيت 23 طناً من المتفجرات على مبانٍ في برج البراجنة، كان يُعتقد أنه يمكث فيها، والثالثة عندما قُصف مجمع الحسن في الرويس على خلفية التقدير بوجوده فيه. ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية تقديرها أن تصرف نصر الله وطريقة تخفّيه في أماكن مختلفة تدلّل على «النيات العدوانية الإسرائيلية تجاهه».
وفي سياق الحديث عن استعدادات الجيش الإسرائيلي، قال المسؤول العسكري إنه دُرِّبت حتى الآن جميع كتائب الاحتياط التابعة لقيادة المنطقة الشمالية، مشيراً إلى أن الهدف الذي يسعى إليه الجيش حالياً هو إجراء ثلاث مناورات على مستوى فرقة حتى نهاية الصيف المقبل، إضافة إلى إجراء مناورات على مستوى هيئة أركان خلال العام المقبل تحاكي سيناريو اشتعال الجبهة الشمالية.