محمد بدير
دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، المجتمع الدولي أمس إلى اتخاذ خطوات أكثر حزماً ضد إيران، رافضاً استبعاد إمكان أن تهاجمها إسرائيل لإجهاض برنامجها النووي. كما أعرب أولمرت عن استعداده لمناقشة الاقتراح الإيطالي بنشر مراقبين دوليين في قطاع غزة.
وقال أولمرت، لمجلة «دير شبيغل» الألمانية، عشية جولة أوروبية تقوده إلى برلين وروما، إنه غير راض عن موقف الأسرة الدولية تجاه طهران، موضحاً أنه يتوقع اتخاذ خطوات أكثر دراماتيكية ضد الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، الذي يدعو الى شطب اسرائيل عن الخريطة.
ورداً على سؤال حول احتمال قيام مباحثات مباشرة بين الولايات المتحدة وايران، قال أولمرت إن «أي تسوية من شأنها أن تمنع ايران من تطوير أسلحة نووية هي خطوة في الاتجاه الصحيح». وأضاف «سأتكلم (خلال زيارته الأوروبية) عن إجراءات فعالة تكون مقبولة لدى الأسرة الدولية».
ورداً على سؤال حول استبعاده إمكان عمل عسكري ضد ايران، قال «لا يجوز استبعاد أي خيار، بما فيه الهجوم العسكري لوقف الخطر الايراني».
وكان أولمرت قد أجرى مقابلة مع قناة «تي جي 1» التابعة للتلفزيون الإيطالي الجمعة الماضي أبدى فيها للمرة الأولى استعداده لبحث المقترح الذي تقدمت به كل من روما ومدريد وباريس في شأن نشر مراقبين دوليين في قطاع غزة، على شاكلة قوات اليونيفيل المنتشرة في لبنان، إضافة إلى وقف إطلاق النار وإجراء مفاوضات وتأليف حكومة وحدة وطنية فلسطينية. وقال أولمرت «إذا وافقت إيطاليا أن يعمل جيشها يومياً ضد عمليات حماس والجهاد الإسلامي والمنظمات الفلسطينية الناشطة في القطاع، فيجدر دراسة ذلك». واستطرد متسائلاً «هل أنتم على استعداد للقتال؟ هل أنتم على استعداد للتضحية بجنودكم؟ هل أنتم على استعداد لتعريض أبناء شعبكم للخطر؟ إذا كان الجواب بالإيجاب، فمن الممكن مناقشة ذلك».
وكرر أولمرت استعداده للتنازل عن مناطق واسعة في الضفة الغربية ولتفكيك مستوطنات هناك، من دون أن يوضح مدى هذا التنازل. وقال «سيحصل الفلسطينيون على ما يحتاجون إليه من مناطق كي يقيموا دولة متواصلة ولكن لن تكون عودة الى حدود 1967». لكنه استدرك قائلاً إن الرأي العام الإسرائيلي ليس مستعداً لإخلاء آخر، ولا حتى لإخلاء مواقع استيطانية غير قانونية، مشيراً إلى أنه «ليس لدي القوة السياسية الكافية كي أسير نحو مواجهة في هذا الموضوع. على رئيس الوزراء أن يحقق الإجماع».