بدأ رئيس الحكومة الإسرائيلية، ايهود اولمرت، أمس جولة اوروبية، استهلها في المانيا، حيث سيلتقي اليوم الثلاثاء المستشارة الألمانية انجيلا ميركل، قبل أن ينتقل إلى إيطاليا غداً للقاء رئيس الحكومة رومانو برودي، بالإضافة الى البابا بنديكتوس السادس عشر. ويحتل الملف النووي الإيراني رأس جدول أعمال أولمرت، الذي قال لمجلة “دير شبيغل” الالمانية إنه يتوقع “اتخاذ خطوات أكثر جذرية على نحو ملحوظ، وخصوصاً ان هناك زعيماً (الرئيس الايراني احمدي نجاد) يقول علناً إن هدفه ازالة اسرائيل عن الخريطة”. ولم يستبعد، في رد على سؤال للمجلة، توجيه ضربة عسكرية ضد طهران.
ونقل مكتب اولمرت أن محادثاته إلى برلين ستتناول مصير الجنديين الإسرائيليين لدى حزب الله، وأداء القوات الدولية في لبنان، وتسلح حزب الله بالاضافة الى القضايا الاخرى.
واستبعد أولمرت، في مقابلة “دير شبيغل”، إمكان فتح أي حوار مع سوريا بحجة دعمها لتنظيمات متطرفة (حماس وحزب الله)، كما وجه انتقاداً إلى وزير الخارجية الألمانية فرانك شتاينماير لزيارته سوريا وفتح حوار معها.
وتقول مستشارة أولمرت، ميري أيزن، إن رئيس الوزراء يجمع في حقيبته مجموعة مقترحات لمعالجة البرنامج النووي الإيراني، وهي مقترحات “صريحة وتفصيلية”.
ورأت أيزن، في حديثها لصحيفة “فيسبادنر تسايتونغ”، أن العلاقات الاقتصادية الألمانية ــ الإيرانية جيدة، لا بل ممتازة، الأمر الذي يعني أنها وسيلة ضغط مؤثرة وفاعلة على الطرف الإيراني. أما النقطة المركزية الثانية في حقيبة زيارة أولمرت إلى برلين اليوم، فتتعلق بالمساعي الدولية التي تبذل لتعويم عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وتشير إلى “ضرورة تقوية جناح الطرف الفلسطيني المحاور باتجاه السلام والاستقرار، والذي يمثله الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في مواجهة حكومة إسلامية متطرفة تقودها حركة “حماس”.
وتتعلق النقطة الثالثة في برنامج الحوار الإسرائيلي ــ الألماني بلبنان. وأشارت مستشارة أولمرت إلى أن إسرائيل تراهن على “دور ألماني مهم” في إمكان البحرية الألمانية المرابطة على الشاطئ اللبناني بموجب القرار الدولي 1701، أن تؤديه لتأمين الاستقرار في المنطقة.
وتوقعت وسائل الإعلام الاسرائيلية أن تطلب ألمانيا من أولمرت العمل في المسار السياسي مع الفلسطينيين، من خلال خريطة الطريق واللجنة الرباعية، واستغلال جهوزية السعودية والأردن ومصر.
كما سيطلب اولمرت، في المقابل، تعزيز الموقف الالماني، الذي يمثّل حلقة مهمة في الحصار الاقتصادي على حكومة “حماس”. وسيصرّ أولمرت على تنفيذ شروط الرباعية الثلاثة، ومشروع خريطة الطريق شرطاً مسبقاً لأي مفاوضات مستقبلية.
وسيتوجه اولمرت غداً الاربعاء الى روما حيث سيلتقي برودي، الذي عدّته صحيفة “هآرتس” صديقاً مهماً لإسرائيل. وسيبحث معه اولمرت، بالاضافة إلى قضايا المنطقة، الاقتراح الاخير الذي قدمه برودي بإرسال قوات ايطالية للوجود على محور فيلادلفي وفي الضفة الغربية.
ورأت الصحيفة أيضاً أن اللقاء سيتمحور أساساً على الدور المركزي الذي تؤديه إيطاليا في قوات الامم المتحدة في لبنان.
وتشير التقارير الإسرائيلية إلى انه من المقدر أن يطلب اولمرت من برودي تعزيز شراكة روما في الضغط الدولي على حكومة “حماس”، سواء من خلال شروط الرباعية الثلاثة او عبر فرض حصار اقتصادي. كما سيطلب منه المساعدة في رأب الصدع الذي برز في مواقف الاتحاد الاوروبي في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، كما سيطلب منه دعمه لقرار المجلس الداعي الى فرض عقوبات على ايران.
(الأخبار)