محمد بدير
مُني رئيس حزب العمل، عامير بيرتس، بهزيمة أمس داخل حزبه، من شأنها أن تؤثر سلباً على فرصه بالاحتفاظ بمنصبه في الانتخابات التمهيدية لرئاسة الحزب، والتي قررت لجنته المركزية إجراءها، خلافاً لرغبته، في الثامن والعشرين من شهر أيار المقبل، في ظل إشارات إلى جنوح ناخبي العمل نحو تفضيل عامي أيالون رئيساً جديداً لهم.
وعقدت اللجنة المركزية لحزب العمل أمس، مؤتمراً في فندق «دان بانوراما» في تل أبيب للبت في جملة من المقترحات المتنافسة حول تحديد موعد انتخابات رئاسة الحزب. وعقد الاجتماع في ظل تجاذب بين ثلاثة اتجاهات، يتزعم أحدها الرئيس الحالي للحزب، فيما يتزعم رئيسه السابق إيهود باراك اتجاهاً آخر، ويقود الاتجاه الثالث عضوا الكنيست عامي أيالون وأوفير بيينس اللذان يعدّان من أبرز منافسي بيرتس في منصبه.
وفيما سعى بيرتس إلى تأجيل موعد الانتخابات إلى أبعد مدى ممكن، لكي يتمكن من استغلال الوقت لترسيخ زعامته المترنحة، جهد منافسوه في تقريب الموعد قدر المستطاع لأسباب معاكسة.
وينص دستور حزب العمل على إجراء انتخابات رئاسية جديدة في غضون 14 شهراً من موعد إجراء الانتخابات العامة للكنيست إذا لم يكلف رئيس الحزب تأليف الحكومة ورئاستها. إلا أن بيرتس، المحاصر شعبياً بفشله في وزارة الدفاع خلال العدوان الأخير على لبنان وبتنكره العملي لشعاراته الاجتماعية، استند إلى مادة مستحدثة في الدستور مطالباً بتأجيل الانتخابات لأكثر من عام إضافةً إلى الفترة المقررة. كما سعى بيرتس إلى إحالة البت في القضية إلى مؤسسات الحزب البيروقراطية حيث يملك تأثيراً بفعل ولاء سكرتير الحزب، إيتان كابل، له. وقد سعى أيضاً لأن يكون التصويت علنياً لعلمه بأن فرصه في هذه الحالة تتعزز، في ضوء خشية أعضاء المركز من تعرضهم لحسابات ثأرية لاحقاً.
لكن مساعي بيرتس جميعها باءت بالفشل، فلم يتمكن من تمرير أي من اقتراحاته الالتفافية، لترسو نتيجة التصويت على تحديد الثامن والعشرين من أيار المقبل موعداً لانتخاب رئيس جديد للحزب، وهو الموعد الذي تبناه اقتراح بينيس وأيالون.
وقد حاول معسكر بيرتس إضفاء صبغة التسوية على النتيجة النهائية، فوافقوا قبل التصويت على صيغة وسطية، تقدم بها الوزير بنيامين بن إليعازر، تبنّت موعد الثامن والعشرين من أيار لانتخابات الرئاسة من جهة، وحددت نهاية شهر كانون الثاني المقبل موعداً لإقفال باب الانتساب إلى الحزب، في تمديد لمدة شهر عن الموعد الذي حمله اقتراح بينيس ــ أيالون. ويراهن معسكر بيرتس على هذه الفترة الممددة لإطلاق حملة تنسيب لأعضاء جدد يكونون مؤيدين له.
وكان استطلاع للرأي أجرته إحدى المؤسسات المتخصصة لمصلحة الإذاعة الإسرائيلية، ونشرت نتائجه أمس، قد أفاد بأن فرص عضو الكنيست ورئيس جهاز الشاباك الاسبق عامي ايالون هي الاوفر حظاً للفوز برئاسة الحزب إذا اجريت الانتخابات التمهيدية اليوم في مقابل جميع المتنافسين المحتملين. وحل بيرتس في المرتبة الثالثة، تالياً للمرشح أوفير بينيس. وحصل ايالون على تأييد 26 في المئة من الأعضاء، تلاه بينيس بنسبة تأييد 19في المئة، فيما نال بيرتس تأييد 16في المئة من المستطلعة آراؤهم. اما رئيس الوزراء الاسبق ايهود باراك، فكان نصيبه 14في المئة من التأييد.
كما أظهر الاستطلاع أن فرص أيالون في الفوز على باقي المنافسين ثابتة حتى إذا كانت المنافسة ثنائية، بينه من جهة، وبين بيرتس أو بينيس من جهة ثانية. ففي الحالة الاولى حصل ايالون على تأييد نسبة 63 في المئة من المستطلعة آراؤهم، فيما حصل بيرتس على نسبة 24 في المئة، بينما حصل أيالون في الحالة الثانية على نسبة تأييد 48 في المئة ونال بينيس تأييد 36 في المئة.
وفي تعبير اضافي عن مكانته المتدنية داخل حزبه ايضاً، اظهر الاستطلاع ان 75 في المئة من الأعضاء يعتقدون بضرورة استقالة بيرتس من منصب وزير الدفاع وتولّي حقيبة اجتماعية في مقابل 19 في المئة فقط رأوا أنه يجب عليه البقاء في منصبه الحالي.