علي حيدر
«حزب الله يتحرك بتفاهم مع الجيش اللبناني ويواصل تسلحه بالصواريخ»

قال رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي، مئير دغان، إن تغييراً استراتيجياً تبلور في سوريا، جراء ما أصاب قدرة الردع الاسرائيلية خلال العدوان الأخير على لبنان، باتت فيه مستعدة للرد على أي تحدّ إسرائيلي، معتبراً الدعوات التسووية السورية مجرد تكتيك سياسي يهدف الى حشر الدولة العبرية وتحييد الضغط الدولي عن دمشق واستعادة الهيمنة على لبنان، إضافة إلى محاولة استعادة الجولان، ومشيراً في الوقت نفسه إلى أن حزب الله يتحرك ضمن إطار تفاهم مع الجيش اللبناني ويواصل تسلحه بالصواريخ من دون أية عراقيل.
وأورد دغان، في تقديره الاستراتيجي بخصوص سوريا ولبنان وإيران والمنطقة، أن «تغييراً استراتيجياً طرأ في سوريا» في أعقاب العدوان على لبنان، بسبب «تضرر قوة الردع الإسرائيلية خلال الحرب» الذي أدى إلى ازدياد «ثقة (الرئيس السوري بشار) الأسد بنفسه».
وفي ضوء ذلك، استنتج داغان أن الأسد «سيرد على أي تحدّ إسرائيلي وأن السوريين أصبحوا مستعدين للتعرض لأخطار مواجهة مع إسرائيل»، موضحاً أن سوريا «استخلصت العبر من حرب لبنان الثانية» و«زاد الجيش السوري بشكل نوعي مخزون الصواريخ المضادة للدروع وحصل على منظومات دفاع جوي متقدمة».
أما في ما يتعلق بوجود مؤشرات جدية على استعداد سوريا للسلام مع إسرائيل، فرأى دغان، أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، أنه «حتى اللحظة، لا توجد أي مؤشرات على سعي سوريا إلى السلام»، مضيفاً أن من غير الصحيح تصور «أن السوريين مستعدون لإدارة مفاوضات من دون شروط مسبقة». وشدد على أن سوريا «غير مستعدة للعودة الى نقطة البداية في مفاوضات السلام مع إسرائيل»، معتبراً الإشارات التي ترسلها دمشق بهذا الخصوص مجرد تكتيكات سياسية تريد من خلالها «حشر إسرائيل في الزاوية». وأوضح أن سوريا تستهدف تحقيق ثلاثة أهداف هي «خفض الضغط الدولي عنها؛ واستعادة الهيمنة في لبنان واستعادة هضبة الجولان».
وأشار داغان إلى أن سوريا «لا تزال تتسلح وتقوم بتسليح حزب الله بوتيرة سريعة، وأنها تعمل على إسقاط حكومة (الرئيس فؤاد) السنيورة وتقويض الوجود الأميركي في العراق».
وتجنب دغان، رغم كل ما عرضه من معطيات وتقديرات، الاعلان عن توصية محددة للحكومة بخصوص إجراء مفاوضات مع سوريا، مشدداً على انه لا يتحدث عن «فتح أو عدم فتح مفاوضات» مع سوريا باعتبار أن ذلك من «اختصاص القادة السياسيين الذين يملكون حصراً أحقية صناعة القرار السياسي».
ووصف دغان السياسة التي يتبعها الاسد بأنها تؤدي إلى إبعاده عن العالم الغربي وتقرب إليه المحكمة الدولية في لاهاي.
وتطرق دغان أيضاً في تقريره الى وضع حزب الله الذي قال إنه «لا يزال في الجنوب، ولم يتم نزع أسلحته، وهو يعيش بتفاهم مع الجيش اللبناني بشأن وجوده في الجنوب، وهناك أماكن لا يستطيع الجيش دخولها». وأضاف أن حزب الله «لا يزال يواصل التسلح بالصواريخ من دون أية عراقيل، وأنه قام بنصب الصواريخ شمال نهر الليطاني. ويعمل بكل قوة من أجل إلغاء القرار 1701».
أما في الشأن الإيراني، فشدد دغان على أن إيران تسعى إلى الحصول على قدرات نووية. وقال «لدى إيران مشاكل تقنية لا تزال من دون حل، إلا أنها لا تتعرض للضغوط الدولية». وأضاف أن ايران ستصل الى نقطة اللاعودة خلال ثلاثة أشهر حداً أقصى، مشيراً إلى أن عملية تخصيب اليورانيوم ستتواصل من دون عقبات أو عراقيل، مقدراً أن إيران ستمتلك القدرة التكنولوجية لصناعة القنابل عام 2008 وسيكون بحوزتها في العامين التاليين، 2009 أو 2010، أول رأس حربي نووي.
وفي هذا السياق، كرّر نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي شمعون بيريز أمس التأكيد أن «على إسرائيل تنسيق خطواتها تجاه سوريا مع الولايات المتحدة»، لأنه «يجب أخذ رغبات الولايات المتحدة بالحسبان مثلما تأخذ الولايات المتحدة سياسة إسرائيل بالحسبان».
وفي أعقاب عرض دغان لتقريره الاستخباراتي، رأى عضو الكنيست آفي إيتام (الاتحاد القومي/ المفدال) أن «إسرائيل تقف أمام تهديدات أمنية صعبة»، مضيفاً إن من المطلوب توافر «قيادة تكف عن إيهام المواطنين وتسمح للجيش الإسرائيلي باستعادة السيطرة الأمنية».