محمد بدير
أقرّ الأسير السابق لدى حزب الله، إلحنان تننباوم، أمس بأن سفره إلى أوروبا الذي انتهى بوقوعه في شباك المقاومة، جاء في إطار صفقة تهريب مخدرات إلى إسرائيل كان يجري العمل على تنفيذها.
وجاءت أقوال تننباوم ضمن شهادة قضائية أدلى بها أمام المحكمة المركزية في تل أبيب كانت تنظر في قضية ثمانية متهمين بالاحتيال على سلطات الضرائب كانوا على علاقة بضابط الاحتياط بين عامي 1999 و2000.
واستُدعي تننباوم للشهادة من الادعاء، وتعرض للمساءلة عن حادث وقوعه في الأسر من محامي الدفاع، الذي سعى من وراء ذلك إلى التشكيك بصدقيته. وبعد محاولته التملص من الإجابة بحجة اتفاق السرية الذي وقعه مع الدولة بعد عودته من الأسر، اضطر إلى سرد قصة الاختطاف بعدما أمره القاضي بذلك.
وقال تننباوم إنه خطط مع قيس عبيد، وهو من فلسطينيي 48 وتقول الاستخبارات الإسرائيلية إنه أصبح يعمل لمصلحة حزب الله، لتهريب كمية من المخدرات عبر المرفأ، وكان دوره في العملية تقديم استشارات فنية حول طريقة إخفاء المخدرات في الحاويات بوصفه صاحب خبرة سابقة في عمليات الاستيراد. واعترف بأنه كان في صدد تأسيس شركة للتخليص الجمركي لهذا الغرض، مشيراً إلى أن حصته من الصفقة كانت 150 ألف دولار.
وأوضح تننباوم أنه غادر إسرائيل إلى أوروبا للحصول على جزء من المبلغ المذكور، وحصل هناك على جواز سفر مزور من شركائه في الصفقة، سافر به إلى إحدى الدول الخليجية التي تم اختطافه منها إلى لبنان.
وأعرب تننباوم عن قناعته خلال وجوده في الأسر بأنه سيقدم للمحاكمة عند عودته إلى إسرائيل، لذلك امتنع عن قول الحقيقة للمحققين الإسرائيليين الذين حاولوا استجلاء أسباب وقوعه في الأسر، إلا بعدما وقّعت النيابة العامة اتفاقاً معه يمنحه الحصانة ضد كل ما فعله، شريطة أن يُبقي ملابسات اختطافه سراً. وأضاف أنه أثناء وجوده لدى حزب الله، لم يكن يعلم بحجم صدى أسره في إسرائيل، وأنه «ليس فخوراً» بما فعله.
وأثارت اعتراقات تننباوم تساؤلات عكستها وسائل الإعلام الإسرائيلية عن حجم الثمن الذي دفعته إسرائيل في مقابل تاجر مخدرات، وعن مدى علم المؤسسة الأمنية والحكومة بهذه الملابسات عند إمضائها صفقة التبادل. ونقلت تقارير إعلامية إسرائيلية عن مصادر أمنية قولها، في معرض تبريرها للصفقة، إن تننباوم كان يملك معلومات عسكرية فائقة السرية جراء خدمته كعقيد في سلاح المدفعية، وكان ثمة ضرورة لاستعادته للتأكد من عدم وقوع هذه المعلومات في أيدي الأعداء.