حيفا ــ فراس الخطيب
ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس أنَّ إسرائيل أوفدت مبعوثين «سريين» إلى أوروبا بهدف «التحرك ضد إيران ومشروعها النووي»، موضحة أنَّ هؤلاء «عرضوا على مسؤولين أوروبيين معلومات محتملة عن المشروع النووي الإيراني»، بيّنوا من خلالها ضرورة فرض عقوبات فعالة على ايران والعمل ضدها.
وقالت الصحيفة إنَّ إسرائيل تبذل منذ أسابيع «جهوداً سياسية هادئة من وراء الكواليس» من أجل تجنيد «تأييد دولي لفرض عقوبات فعالة على إيران»، موضحة أنَّ المساعي «تسير بشكل سري كي لا يُعتقد بأنّ العقوبات تأتي بمبادرةٍ من إسرائيل».
وأفادت «يديعوت أحرونوت» أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت ووزيرة خارجيته تسيبي ليفني أوفدا عدداً من المبعوثين، منهم ضباط ومندوبون عن جهاز «الموساد»، إلى عواصم أوروبية، ليمثّلوا «موقف إسرائيل في شأن إيران»، ويعرضون «معلومات استخبارية» تبين أنَّ «ايران قريبة من نقطة اللاعودة لتركيب القنبلة النووية»، الأمر الذي تعتقد تل أبيب بأنه سيحدث خلال العام المقبل.
وأوضح المبعوثون، بحسب الصحيفة نفسها، أنَّ «العقوبات من شأنها وقف نشاطات ايران النووية»، مشيرين إلى أنّ «الوقت يمضي وممنوع الدخول إلى مفاوضات بلا نهاية»، ومعتبرين أنَّ «الايرانيين معنيون بتضييع الوقت».
وأعربت أوساط إسرائيلية عن «ضرورة فرض عقوبات ملموسة على ايران، لا عقوبات خفيفة»، مشيرة الى ضرورة جباية «ثمن باهظ» من الايرانيين «حتى يقرروا المواجهة، إما الحل وإما التنازل عن خيار التسلح النووي».
وقالت الصحيفة انها علمت عن لقاءٍ سري بين ضابط اسرائيلي رفيع المستوى وأوساط رفيعة المستوى في برلين، مشيرة إلى أن هذا «الضابط عرض معلومات استخبارية عن التقدم في البرنامج النووي الايراني، فضلاً عن برنامج اسرائيلي لوقف الإيرانيين».
وأوفدت اسرائيل مبعوثين إلى مقر مؤسسات الاتحاد الأوروبي في بروكسل، كشفوا عن أنّ المدير العام لوزارة الخارجية الاسرائيلية أهرون أبراموفيت «عرض الموضوع في محادثات مع القادة الروس في موسكو».
وتعتبر اسرائيل، في هذه الآونة تحديداً، ان العقوبات التي اقترحها الرئيس الأميركي جورج بوش على الأمم المتحدة «ضعيفة»، وتنوي، من خلال نشاطها الأخير، «إقناع الدول الأوروبية بفرض عقوبات خاصة» على إيران «لا تأتي من طريق الأمم المتحدة».
ومن المتوقع أن يزور أولمرت الشهر المقبل العاصمة الصينية بكين، للمرة الأولى منذ انتخابه، حيث سيعرض على المسؤولين الصينيين معلومات استخبارية عن «الخطر الجاثم من جانب ايران على استقرار الشرق الأوسط»، وبالتالي سيسعى إلى إقناعهم بـ«دعم فرض العقوبات على ايران». وعقّبت «يديعوت أحرونوت» على تصريحات الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد عن «تمكّن الايرانيين من تخصيب كمية من اليورانيوم لتشغيل المفاعل النووي»، مشيرةً إلى أن «هذا ليس دليلاً على وجود خطة عسكرية نووية»، لكنها أفادت أن «المعلوات الحالية تقود الى إمكانية تخصيب اليورانيوم على مستوى عالٍ».