مهدي السيد
هاجم زعيم المعارضة الإسرائيلية ورئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو أمس، رئيس الحكومة ايهود اولمرت لمواقفه السياسية والامنية في مقابل التهديدات التي تواجه اسرائيل، ودعاه الى أن يكون قائداً فعالاً وأن يتخلي عن سياسة ضبط النفس التي يعتمدها في مواجهة استمرار اطلاق الصواريخ من قطاع غزة باتجاه النقب.
وقال نتنياهو، خلال مشاركته في اضاءة الشموع بمناسبة عيد الانوار في اور يهودا: «في الوقت الذي نحتفل فيه بهذا العيد، فإن شعبنا يتعرض للتهديد». وأضاف «أتوجه الى رئيس الحكومة: كف عن سياسة ضبط النفس، فتقييد أنفسنا ليس سوى وضع سخيف». ودعاه الى السماح لجيش الاحتلال «بالعمل ضد عمليات اطلاق الصواريخ».
وطلب نتنياهو من اولمرت، في الاحتفال الذي حضره نحو 800 شخص من اعضاء مركز الليكود ونشطائه، ان يكون «قائداً فعالاً وليس سلبياً»، ودعاه، وسط تصفيق حاد من الحضور، الى أن ينفذ ما هو مطلوب منه «وإلا فعليه الانسحاب وإخلاء مكانه للقيادة المسؤولة».
وأكد نتنياهو ان «الشعب ليس تعِباً وإنما اولمرت هو التعب»، مذكّراً بكلام له «بأننا تعبنا من صد الهجمات». وأضاف أن هناك امراً واحداً أسوأ من أن يفقد شعب ثقته بقادته، وهو «ان يفقد القادة ثقتهم بالشعب»، معتبراً أن «لا حكومة اليوم في اسرائيل».
وألمح نتنياهو الى أن اولمرت لا يقول الامور كما هي. وأوضح: «ليس من السهولة قول الحقيقة، خاصة عندما تكون غير شعبية وتميّز الصحو من الوهم. لكن هذا هو الواجب». وأثنى نتنياهو على حزب الليكود بوصفه قائلاً: «تأسس على قول الحقيقة». وأضاف: «قبل تسعة اشهر قلنا الحقيقة وكسبنا عشرة في المئة فقط من مقاعد الكنيست» في اشارة الى نتائج الانتخابات في آذار الماضي. وقال «لكن اليوم، عندما ثبتنا على مواقفنا، توجه الجمهور الينا»، مستنداً على ما يبدو، إلى نتائج الاستطلاعات التي تظهر تقدم الليكود على بقية الاحزاب وخاصة حزب كديما.
وفي موقف يعكس مدى الخلاف بين نتنياهو وأحد الاقطاب الاساسيين في حزب الليكود، سيلفان شالوم، لوحظ غياب الاخير عن حضور الحفل. وروى نشطاء في الليكود ان شالوم تعهد الحضور الى الاحتفال لكنه طلب ان يكون الخطيب الاول. إلا أن مكتب شالوم افاد بأن «هذا الاحتفال ليس احتفالاً لليكود بل لعضو الكنيست يوفال شتيانيتس، وأن شالوم كان ينوي الحضور لكن كانت لديه التزامات شخصية سابقة، وسبق له أن حضر احتفالات عديدة قبل ذلك».
في هذا الوقت خطا نتنياهو خطوة اضافية باتجاه تعزيز مكانته عبر تحالفه السياسي مع الملياردير الاسرائيلي من اصل روسي، اركادي غايدماك، الذي قال في الاحتفال نفسه، إن «بيبي (نتنياهو) جيد لليهود». ومثّل حضور نتنياهو لهذا الحفل تتويجاً لتحالف تم نسجه في الاشهر الاخيرة من وراء الستار. وقال مقربون من غايدماك، إنه لا ينوي ترجمة رصيده الشعبي بدخول الساحة السياسية بل سيعمل على استخدام قوته التي راكمها عبر مساعدة نتنياهو في الانتخابات.
يُشار الى أن بعض المراقبين ذكروا في وقت سابق أن اولمرت قرر ضم رئيس حزب «إسرائيل بيتنا»، افيغدور ليبرمان، الى الحكومة، عندما ادرك ان تحالفاً يقام بين نتنياهو وغايدماك.