غزة ــ رائد لافي
جاء القرار الإسرائيلي باستئناف الاغتيالات على الساحة الفلسطينية بمثابة نعي رسمي لاتفاق التهدئة التي جددت الحكومة الفلسطينية، برئاسة حركة «حماس»، مطالبة الفصائل كافة بالتزامها، محمّلة إسرائيل مسؤولية خرقها، فيما هددت حركات المقاومة باستئناف العمليات الاستشهادية في العمق الإسرائيلي.
وأعرب المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية، غازي حمد، عن رفض الحكومة للتهديدات الإسرائيلية، والتمسك بالتهدئة. وقال: «نرفض هذه التهديدات الإسرائيلية، ونؤكد أنه لا يزال هناك اتفاق تهدئة أجمعت علية كل الفصائل الفلسطينية باعتباره مصلحة فلسطينية». وأضاف: «بالتالي نحن نؤكد على ضرورة التزام اتفاق التهدئة من كلا الطرفين».
وقال حمد: «حينما اجتمعت الفصائل الفلسطينية مع رئيس الحكومة الفلسطينية أكدت على التزامها الاتفاق وكذلك ضرورة التشاور في حال أي رد».
أما المتحدث باسم “حماس” إسماعيل رضوان فحمل من جهته الحكومة الإسرائيلية مسؤولية انهيار التهدئة. وقال: “لقد أعطينا التهدئة الجزئية لإطلاق الصواريخ في مقابل وقف العدوان، لكن العدو الإسرائيلي استمر في عدوانه”.
وفي هذا السياق، كشف المتحدث الإعلامي باسم “سرايا القدس”، الجناح العسكري لحركة “الجهاد الإسلامي”، أبو أحمد، أن مبادرات عديدة عرضت أخيراً على قيادة السرايا في القطاع والضفة المحتلة لوقف عمليات إطلاق الصواريخ ووقف تنفيذ أي عمليات استشهادية في مقابل وقف عدوان الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية كافة، من دون أن يحدد مصدر هذه المبادرات أو مصيرها.
وحذر أبو أحمد إسرائيل من استئناف الاغتيالات، مشدداً على أن “لدى السرايا العديد من الخيارات المفتوحة للرد على أي عمليات اغتيال قد تطاول قادة المقاومة، وستقابل برد فعل عنيف، بما في ذلك العودة إلى تنفيذ العمليات الاستشهادية في العمق الإسرائيلي”.
وقال أبو احمد إن “التهدئة ألهت الشعب الفلسطيني وأدخلته في الفتنة والاقتتال الداخلي، كما أن العدو واصل عدوانه ولم يحترم التهدئة على الإطلاق منذ بدايتها”، موضحاً أن “هناك أكثر من 550 خرقاً إسرائيلياً نتج منها أكثر من 19 شهيداً و450 أسيراً منذ إعلان التهدئة”.
وتوعدت “كتائب شهداء الأقصى”، التابعة لحركة “فتح”، برد عنيف على التهديدات الإسرائيلية. ودعت “الفصائل الفلسطينية كافة إلى رص الصفوف، والوقوف صفاً واحداً من أجل مواجهة العدوان الإسرائيلي وإفشال كل المخططات الإسرائيلية التي تستهدف النيل من صمود الشعب الفلسطيني ووحدته الوطنية”.
وشددت الكتائب على “أنه لا تهدئة مع العدو الإسرائيلي على حساب دماء أبناء الشعب الفلسطيني”، داعية “كل المعنيين بالتهدئة مع العدو الإسرائيلي إلى الوقوف أمام مسؤولياتهم تجاه هذا العدوان الذي يمارس أمام مرأى ومسمع العالم”.
من جهة ثانية، ذكرت مصادر أمنية أن متظاهرين من أقارب الجرحى والشهداء أغلقوا أمس طريقين رئيسيين في مدينة غزة للمطالبة بدفع رواتبهم المتأخرة منذ ما يزيد على خمسة أشهر.
وقالت المصادر إن “المتظاهرين منعوا السيارات من المرور عبر الطريقين الرئيسيين المؤديين إلى المجلس التشريعي الفلسطيني، ما سبب حالة من الازدحام والأزمة في تلك الشوارع”.