دشّنت الأمم المتحدة أمس ثالث مسعى كبير لها في ثلاث سنوات لإيجاد «أرضية مشتركة» بين الأطراف المتحاربة في سوريا، وللمرة الأولى قالت إنها تأمل أن تحضر جماعات معارضة مسلحة إلى جنيف. وبعد عام من فشل محادثات «جنيف 2» يتخذ مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، طريقاً أقل طموحاً حيث سيجلس لسماع وجهات نظر أكثر من 40 مجموعة واحدة تلو الأخرى في فترة تستغرق بين ستة وثمانية أسابيع.
وبدأ دي ميستورا مشاوراته أمس بالاجتماع مع مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة حسام الدين آلا في جنيف. وقال خلال مؤتمر صحفي إنّ من بين الذين تمت دعوتهم نحو 20 دولة «وطيفاً واسعاً من الشباب والممثلين عن الشبان والساسة والشخصيات العسكرية والنساء والضحايا والمجتمع المدني والمهاجرين وزعماء دينيين ومحليين وغيرهم».
وأشار إلى أنّ «هذه المشاورات لا تعتبر جنيف ٣، وهي لا تعني أيضاً تحديد جولة جديدة للمباحثات، بل هي مشاورات للاستماع إلى جميع الأطراف، بتوجيهات من الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون». وأضاف أن «الفرصة ما زالت متاحة، وعليهم التجريب، ويجب البداية بها، استناداً إلى توجيهات الأمين العام، لإجراء محادثات مع كل طرف، واستشعار أن تتم جولة جديدة من المفاوضات، وما هو شكل مستقبل سوريا في إتمام عملية السلام فيها، وما هو دور اللاعبين الدولين، وبإشراك المجتمع المدني».
وأكد أن «الهدف هو إعادة قراءة بيان جنيف١ مع تعاظم المأساة في البلاد ودخولها في العام الخامس، وهو ما يتطلب مضاعفة الجهود للحلول السياسية».
وأقر بأن «الجميع لديه الحق في اعتبار أن هذه العملية شائكة، وربما انتقد هو عليها، وعلى طبيعة هذه التشاورات، مستدركاً أن لديه الحق في دعوة الجميع لمن لديهم نفوذ داخل سوريا وخارجها، من مثل إيران والسعودية وتركيا والأردن».
(الأخبار، أ ف ب)