علي حيدر
للمرة الثالثة خلال أسبوع واحد، شكّل الموضوع السوري محور كلام رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، الذي بدا أنه يشن هجوماً مضاداً يهدف إلى صد «هجوم السلام» السوري الذي أثار الكثير من السجال على الحلبة السياسية الإسرائيلية بمختلف ألوان طيفها؛ فبعد اشتراطه، في كلمه له الإثنين الماضي أمام كتلة حزب كديما في الكنيست، أي حوار مع دمشق بوقفها لما سماه دعم إرهاب حزب الله وحماس والابتعاد عن إيران، وبعد استبعاده، في كلمة له قبل يومين أمام سفراء الاتحاد الأوروبي لدى إسرائيل، حصول أي مفاوضات مع الرئيس السوري بشار الأسد الذي وصفه بأنه «غارق في نشاط داعم للإرهاب حتى أذنيه»، عاد أولمرت ليطلق الحمائم البيضاء، معلناً أن حكومته مستعدة لدفع ثمن السلام مع أعدائها شرط أن يكونوا راغبين في تحقيق ذلكوقال أولمرت، في كلمة ألقاها في حفل تخريج دورة طيارين في قاعدة سلاح الجو في «حتساريم» جنوبي إسرائيل أمس، إن «الحكومة الإسرائيلية تنصت لأيّ همسة سلام من جانب جيراننا ومن وراء الحدود». وأضاف: إن «آذاننا صاغية أيضاً لأي حركة صدامية ومهددة، ولسنا نستخفّ بهذه ولا بتلك».
وقال أولمرت، في الحفل الذي حضره وزير الدفاع عامير بيرتس ورئيس الأركان دان حالوتس، «إذا كان أعداؤنا راغبين حقاً في السلام، فسيجدون فينا شريكاً منصفاً لبناء علاقات سلمية وودية لا يتردد أيّ طرف فيها عن دفع ثمن السلام»، مشدداً على أن الأمل الوحيد لإنجاز السلام يكمن في قوة إسرائيل و«الكفاءة الكاملة لأسلحة الجو والبر والبحر في الجيش، واستعدادها لمواجهة أي تهديد وخطر، فمن دونها لن يقوم السلام».
وكان أولمرت قد قال ليل الأربعاء ــ الخميس إن الولايات المتحدة لا تعارض أن تجدد إسرائيل المفاوضات مع سوريا، مؤكداً أن أيّ مسؤول أميركي لم يطلب منه عدم استئناف الحوار مع دمشق. وأضاف، قبل أن يهاجم الأسد، ان «إسرائيل ترغب بالتأكيد في إجراء مفاوضات سلام مع سوريا، لكن عليها البدء بخطوات تشير من خلالها على الأقل بأن تغيّراً يحصل لديهم».
وفي سياق آخر، تطرق أولمرت في كلمته أمس إلى إيران، معتبراً أنها تشكل «تهديداً يلقي بظلّه على الشرق كله»، مجدداً دعوته دول العالم إلى «إقامة سد دولي راسخ ضد موجة اللاسامية العكرة المشبعة بالكراهية التي تريد القضاء على أي أمل بالسلام في المنطقة وتشييد رعب الفطر (النووي) عليه».
ورأى أولمرت أن القرار الذي اتخذه مجلس الأمن الأسبوع الماضي بشأن فرض عقوبات على طهران «خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح، ستُختبر أهميتها لاحقاً، على أمل أن تكون هناك نتائج في المستقبل».
وفي الشأن الفلسطيني، هدد أولمرت بالعودة إلى سياسة الاغتيالات ضد المقاومين الفلسطينيين في إطار تحرك إسرائيل ضد خلايا القسّام التي أمر بالرد عليها «موضعياً» أول من أمس.
وقال أولمرت إن «الإحباط المركز (الاغتيال) هو إحدى الوسائل الأكثر نجاعةً ودقةً في الحرب على الإرهاب». وأوضح أنه «لن تكون هناك حصانة لأيّ شخص في سلسلة الإرهاب، بدءاً من القائد والمُخطّط والمُجنِّد والمُرسِل، وحتى مهرّب الأسلحة والمُنتِج والمُسلِّح والقاتل».
وأشاد أولمرت بالدور «المهم لسلاح الجو في الكفاح ضد المنظمات الإرهابية»، مشيداً بأخلاقية أفراد السلاح «التي لا نظير لها» لجهة دقة استهداف «الإرهابيين فقط وعدم المس بالأبرياء والمدنيين».
وخلال الحفل نفسه، ألقى بيرتس كلمة رأى فيها أن «الكثير من إنجازات الحرب في لبنان مسجلة على اسم سلاح الجو». وتطرق بيرتس إلى ما سماه خروق وقف النار من الجانب الفلسطيني، وحذّر قائلاً «إننا أعطينا، ونعطي فرصة لوقف النار، لكننا قررنا الرد بعد كل إطلاق صاروخ قسّام، منذ الصلية التي أصابت شابين في سديروت (قبل أربعة أيام)».