قالت صحيفة «معاريف» أمس، إن مبادرة السلام التي تقودها وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، والتي كشفت عنها في مقابلة مع «هآرتس» أول من أمس، تتضمن عرضاً إسرائيلياً للشروع في مفاوضات مباشرة وفورية حول التسوية الدائمة. ونقلت «معاريف» عن «مصادر عربية» قولها إن الخطوط العامة لمبادرة ليفني تذكّر بـ«مبادرة جنيف» التي كانت شخصيات إسرائيلية يسارية وأخرى فلسطينية قد بلورتها في سويسرا قبل نحو ثلاثة أعوام، من دون أن تتخذ طابعاً رسمياً.
وقالت هذه المصادر إن خطة ليفني هي بمثابة «مبادرة جنيف 2»، فيما أوضحت «معاريف» أن الاقترحات التي تتضمنها الخطة «بعيدة المدى» وترمي إلى سحب البساط من تحت «كفاح حماس والجهاد الإسلامي ضد إسرائيل، مروراً بتعزيز المعسكر المعتدل في أوساط الفلسطينيين، وانتهاء بإقامة دولة فلسطينية مستقلة».
ووفقاً لـ«معاريف»، فإن الخطة تقوم على طرح كل المواضيع «الساخنة» المتعلقة بالحل النهائي على طاولة البحث المباشر، بما في ذلك قضيتا اللاجئين والقدس، وتتضمن، في المقابل، استعداداً إسرائيلياً مبدئياً لإخلاء مستوطنات في الضفة الغربية. ولا تشترط الخطة وقف عمليات المقاومة الفلسطينية لبدء المفاوضات، وهو ما يعني من الناحية العملية قفزاً فوق المرحلة الأولى من خريطة الطريق، والتي أصرت عليها إسرائيل حتى الآن بوصفها مقدمة ضرورية لأي تقدم في العملية السياسية.
وكانت ليفني قد أكدت في مقابلة مع «هآرتس» تنشر اليوم، وجود المبادرة، ورفضت الإفصاح عن تفاصيلها، مشيرة إلى أنها تمثّل «خطة عملية مفصلة»، لا «مجرد رؤية». وأشارت ليفني إلى أن الخطة تقوم على مبدأ الدولتين، على أن يكون الجدار الفاصل في الضفة الغربية الحدود التي ستُقسم الأراضي على أساسها.
وأكدت الصحيفة أن الخطة عُرضت على مسؤولين فلسطينيين، ردّوا عليها بالإيجاب، ومن بين هؤلاء وزيرا الإعلام والمالية السابقان، ياسر عبد ربه وسلام فياض، اللذان التقتهما ليفني، بحسب «معاريف»، مطلع الأسبوع الجاري في فندق في القدس المحتلة وناقشت معهما تفاصيل مبادرتها. إلا أن عبد ربه نفى في تصريح لوكالة «فرانس برس» أن يكون قد التقى ليفني في إطار بحث مبادرة سلام ما، أو أن تكون عرضت عليه أية خطة سياسية جديدة، كما نفى لـ«معاريف» أن يكون التقى ليفني هذا الأسبوع أصلاً.
(الأخبار)