علي حيدر
رأت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني أمس، أن المشكلة في اجراء مفاوضات سياسية مع سوريا تكمن في «التوقيت» ومدى وضوح النتائج التي ستخرج بها قبل بدايتها، مشيرة إلى أن محادثات كهذه قد تُمكِّن سوريا، إذا جرت، من العودة الى لبنان ليس من النافذة بل عبر الباب.
وجددت ليفني، في مقابلة مع صحيفة «هآرتس»، اتهام سوريا بأنها تحاول إسقاط حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، وهو ما اعتبرته امراً مقلقاً. وقارنت بين العدوان الاخير على لبنان وباقي الحروب التي خاضتها اسرائيل وانتصرت فيها عسكرياً فيما فشلت سياسياً، مشيرة إلى أن الصورة مقلوبة الآن، حيث «الوضع في لبنان افضل مما كان نتيجة القرار 1701».
وفي الشأن الإيراني، رأت ليفني أن الخطر الايراني ينبع من «الدومينو» الذي سيترتب على الجمع بين الايديولوجية والقنبلة النووية، والذي سيضع الدول العربية بين خيارين: إما منافسة ايران بالسعي للحصول على الاسلحة النووية أو الانضمام إليها.
وقالت ليفني إن اسرائيل تريد التوصل الى سلام مع سوريا، لكن المسألة هي «مسألة توقيت وتكتيك ذكي». وأضافت أنه «عندما تدخل في مفاوضات، يجب أن تعرف ماذا ستفعل اذا ما تفجرت»، مشيرة إلى أنه ينبغي أن يكون واضحاً منذ البداية ما هي النتيجة التي سيؤول اليها التفاوض، وهذا ليس واضحاً حتى الآن بخصوص دمشق، سواء «في ما يتعلق بمشاركة سوريا في المحور المتشدد وفي ما يتصل بلبنان أيضاً... ويجب درس آثاره على المسار الفلسطيني».
وشكّت ليفني في إمكان أن تؤدي اي عملية تفاوض مع سوريا الآن الى هذه النتيجة. وذهبت الى حد اعتبار أن محادثات كهذه إذا جرت الآن فقد تُمكِّن «سوريا من دخول لبنان ليس عبر النافذة بل من الباب». ومن هنا شددت على أنه ينبغي «درس الموضوع بهدوء وسرية قبل اتخاذ القرار».
وأقرّت ليفني ضمناً بوجود مخاوف من أن يؤدي عدم الاستجابة للمطلب السوري بإجراء مفاوضات سياسية الى حرب عندما قالت إنها تسأل نفسها هذا السؤال كل يوم، ولذلك قالت «أرى لزاماً عليّ أن أراقب الأمور يوماً بيوم، وأن أنظر في كل لحظة هل تغيرت الظروف». وتوصلت الى أن «سوريا مشاركة بالكامل في الارهاب» وأخذت عليها أنها «تتصرف في لبنان كأنه لها وتحاول اسقاط حكومة السنيورة».
وفي ما يتعلق بنتائج العدوان الاسرائيلي على لبنان في تموز الماضي، اكدت ليفني «أن الوضع في لبنان افضل مما كان». لكنها استدركت بالقول إن «التضييق على السنيورة وحكومته امر مقلق».
وقالت ليفني «في الماضي فزنا دائماً، واحتللنا، وحررنا، وانتصرنا وعندها أتى العالم وأخذ منا. كان النصر عسكرياً والفشل سياسياً. لكن هذه المرة كان الامر معكوساً». وكشفت أيضاً أنها لمست في بدء الحرب «حماسة كبيرة» وأن الشعور كان «لدى بعض القادة ولدى الجيش، أن المسألة هي العملية العسكرية في حدّ ذاتها». لكنها اكدت أنه «كان واضحاً لديّ منذ اليوم الثاني للحرب أن الخروج يجب أن يكون سياسياً. العملية العسكرية كانت مهمة... لكنها لا تؤدي المهمة وحدها، لهذا اعتقدت أن الخروج يجب أن يكون سياسياً وفورياً».
اما في خصوص الخطر الايراني على اسرائيل، فرأت ليفني أنه يتجاوز الموضوع النووي. وقالت إن «الخوف هو من الدومينو» الذي سيترتب على «الجمع بين الايديولوجية الايرانية والقنبلة النووية، وهو ما لن تستطيع (اسرائيل) تحمّله».
واستندت ليفني في تقديرها هذا الى تحليل مفاده أنه إذا امتلكت ايران القوة النووية فإن الدول العربية والمحيطة ستفعل امراً من اثنين: «إما أن تنافس ايران»، عبر السعي إلى امتلاك الاسلحة النووية «وإما أن تنضم اليها»، ما يعني «انتشاراً نووياً واسعاً ليس في الدول فقط بل في المنظمات الارهابية، وهي حقيقة ستغير جميع قواعد اللعب في العالم بخصوص الموضوع النووي، وستفضي الى انجرار دول معتدلة الى التشدد». وخلصت اخيراً الى أن «العالم لن يستطيع ان يسمح لنفسه بوجود ايران نووية».