علي حيدر
أولمرت: الجيش تعلّم من الفشل وأصبح ناضجاً للتحرّك قدماً

أعلن رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود أولمرت أمس ان «الجيش الإسرائيلي تعلم من الفشل الذي واجهه في لبنان وأصبح اليوم ناضجاً للتحرك قدماً»، في وقت يبدو فيه أن مفاوضات تبادل الأسرى بين إسرائيل وحزب الله «قد تستمر سنوات».
فقد نقلت مصادر في الصليب الأحمر مشاركة في الاتصالات بحزب الله في شأن الجنديين الاسرائيليين الأسيرين، تقديراتها إلى ديبلوماسيين في اسرائيل بأن صفقة تبادل الأسرى «يمكن ان تستمر سنوات».
وفيما أكدت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية تواصل جهود الوساطة لتحرير الجنديين الأسيرين لدى حزب الله، الداد ريغف وأودي غولدوفسر، إلا أنها أوضحت أنه «على عكس إشارات الأمل التي تم تلقّيها من الجنوب (قطاع غزة)، نقلت مصادر في الصليب الأحمر مشاركة في الاتصالات بحزب الله، الى ديبلوماسيين في اسرائيل أنباء متشائمة عن أن صفقة التبادل مع حزب الله يمكن ان تستمر سنوات».
وأشارت الصحيفة نفسها الى ان اتصالات بحزب الله تجري في هذه المرحلة على مسارين أساسيين: الأول، مسار الصليب الأحمر، والثاني، مسار الوسيط الألماني الذي يهدف الى إتمام صفقة تبادل أسرى بين الأطراف.
وأضافت «معاريف» أن الوسيط الألماني المبعوث من الأمين العام للأمم للمتحدة كوفي أنان، والمعروف لعدد قليل جداً في اسرائيل ولبنان وألمانيا والأمم المتحدة، يواصل جولاته على خط بيروت ــ القدس المحتلة وينقل رسائل متبادلة بين الأطراف. لكن الأمور، وفقاً لما نقلته الصحيفة، «لم تتحرك قُدماً». وأشارت المصادر الديبلوماسية الى ان الوسيط الألماني التقى في لبنان مستشارين مقربين جداً من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، بينهم من كان مشاركاً في شكل نشط في الاتصالات التي قادت الى صفقة تبادل الأسرى في كانون الثاني 2003.
في هذا الوقت، تعهّد أولمرت بألا يتكرر الوضع الذي كان قائماً، مشيراً الى ان «الحرية التي كان يتمتع بها حزب الله (قبل 12 تموز) لم تعد قائمة وانه لم يعد قادراً على إطلاق النار على المواطنين الإسرائيليين الموجودين في بيوتهم».
وأتت مواقف أولمرت خلال جولة له برفقة وزير الدفاع عمير بيرتس ورئيس الأركان دان حالوتس في مواقع الجيش الاسرائيلي المتاخمة للحدود مع لبنان، في وقت كانت فيه طائرات الاحتلال تحلق على علو منخفض فوق الضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق مختلفة في الجنوب. وأشارت صحيفة «هآرتس» الى حصول هذا التحليق قبل ساعات من مقابلة نصر الله على قناة «المنار».
وفي موقف يبدو انه ناتج من تساؤلات أُثيرت حول الخلفية الكامنة وراء هذا التحليق سواء من حيث التوقيت أو العلو والكثافة أو الأمكنة التي طالها، رفض المتحدث باسم الجيش تقديم توضيحات مستنداً في ذلك الى ما اعتبره عادة عدم التعليق على «نوعية نشاطات سلاح الجو». ونقلت «هآرتس» عن مصادر عسكرية قولها إن المسألة لم تكن تتعلق بمحاولة شن هجوم جوي على الضاحية أو اغتيال أحد رجال حزب الله.
والتقى أولمرت خلال جولته في مواقع الجيش في الشمال ضباطاً (برتب منخفضة) وصفهم بأنهم «تحمّلوا عبء القتال» لكونهم قد شاركوا في المعارك خلال العدوان على لبنان. واعتبر انه «من المهم الاستماع منهم عن كيفية تغلّبهم على الصعوبات وحتى على الفشل، واستخلاصهم العبر».
وأثنى أولمرت على الجيش، مشدداً على أن «لدى اسرائيل جيشاً أكثر مسؤولية، وأكثر نضجاً يعرف كيف يتعلم من أخطائه أو كيف يصلحها».
وكرر أولمرت ما سبق ان أكثر الاشارة إليه لأنه يعتبره من انجازات العدوان على لبنان بقوله إن «حزب الله لم يعد يوجد على الحدود»، في إشارة الى النقاط المتاخمة للحدود التي كان يرابط فيها بعض العناصر من حزب الله وأخلوها مع بدء العدوان، وهو ما يعني، وفقاً لأولمرت، ان حزب الله لم يعد «قادراً على إطلاق نيران مباشرة (في اتجاه المستوطنات)، ولذلك تهديده لم يعد قائماً». وأضاف أولمرت «عندما تحين اللحظة، وليس مهماً ما إذا كانت قريبة أو بعيدة، فإن الضباط ووحداتهم سيكونون مستعدين للدفاع عن الحدود الشمالية لدولة إسرائيل».