انضمت إسرائيل إلى قائمة الدول التي شكلت محطة عبور، وربما أكثر من ذلك، لطائرات وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في رحلاتها التي كانت تنقل معتقلين «إرهابيين» بين بلد وآخر، مع الكشف عن وجود معتقل باكستاني في السجون الإسرائيلية منذ شهر أيلول الماضي.ونقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس عن المتحدثة باسم سلطة المطارات في إسرائيل تأكيدها أن طائرات أميركية نفذت بالفعل أربع رحلات بين عامي 2003 و 2004 إلى مطار بن غوريون الدولي ومنه.
وجاء التأكيد الرسمي الإسرائيلي تعليقاً على تقرير أعدته منظمة حقوق الإنسان البريطانية «STATE WATCH»، تحدث عن حصول الرحلات المشار إليها، مستنداً إلى نتائج تحقيقات أجراها البرلمان الأوروبي ودول أوروبية مختلفة.
وبحسب التفاصيل التي أوردها التقرير، وأكدتها المتحدثة الإسرائيلية، فإن الرحلة الأولى قامت بها طائرة أميركية من طراز «غولف ستريم» من بيروت إلى لارنكا في السابع من أيار 2003، ومن هناك إلى تل أبيب، لتعود أدراجها بعد يومين إلى العاصمة القبرصية، ومنها إلى المغرب. أما الرحلة الثانية فقد حصلت في 13 من الشهر نفسه، حيث قدمت طائرة من طراز «هيركولاس» رقمها «N8213G» تابعة لشركة «PRESSCOT SUPPORT» من أثينا إلى تل أبيب، وغادرتها في اليوم نفسه إلى يريفان، عاصمة أرمينيا. إلا أن المتحدثة الإسرائيلية قالت إن وجهة هذه الطائرة كانت إلى أفينيون وليس أرمينيا، كما ذكر التقرير.
وسُجلت الرحلة الثالثة بعد عام تقريباً؛ ففي 8 أيار 2004، حطت طائرة «غولف ستريم» آتية من لارنكا، وقبل ذلك من المغرب، في مطار بن غوريون، ثم عادت أدراجها إلى قبرص. وبعد يومين نفذت الطائرة نفسها رحلة أخرى إلى تل أبيب من لارنكا التي عادت إليها في اليوم نفسه، وأكملت طريقها من هناك إلى عمان.
ورفضت المتحدثة باسم سلطة المطارات الإسرائيلية إعطاء المزيد من التفاصيل حول غاية هذه الطائرات وما إذا كانت تنقل شحنات أم أشخاصاً.
وقالت «هآرتس» إنه وفقاً للمعلومات المتوافرة لديها فإن الـ «سي اي ايه» لم تُقم في إسرائيل منشآت للتحقيق، ولم تُجرِ تحقيقات مشتركة مع الاستخبارات الإسرائيلية مع مشتبهين في نشاطات إرهابية يعملون لمنظمات الجهاد العالمية؛ لكن الصحيفة أشارت في الوقت نفسه إلى وجود تعاون استخباري بين إسرائيل والولايات المتحدة في إطار الحرب ضد حزب الله وحركتي حماس والجهاد الإسلامي.
وفي سياق متصل، كشفت «هآرتس» عن وجود معتقل باكستاني مولود في الأردن لأبوين فلسطينيين يقبع في أحد السجون الإسرائيلية منذ أواسط شهر أيلول الماضي. ورجحت الصحيفة أن يكون قد تم نقل المعتقل إلى إسرائيل من الأردن، بعدما اعتقلته القوات الأميركية في أفغانستان واحتجزته مدة في معتقل غوانتنامو.
وبحسب «هآرتس» فإن المعتقل، مروان إبراهيم علي جبور (30 عاما) روى لمحامين من اللجنة الشعبية لمنع التعذيب في إسرائيل أنه تم اعتقاله في باكستان قبل سنتين ونصف سنة، في أيار 2004. ونقلت الصحيفة عن جبور قوله إنه بعد التحقيق معه 15 يوماً وتعرضه لتعذيب شديد سُلم إلى الأميركيين الذين نقلوه إلى مكان يجهله، يُرجح أن يكون معسكر غوانتنامو في كوبا.
أضاف إنه بعد عامين قضاهما في غوانتنامو تم نقله إلى الأردن وهناك تم التحقيق معه على مدار شهر ونصف شهر ونقل بعد ذلك إلى إسرائيل. ونقلت «هآرتس» عن جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) إقراره بوجود جبور في معتقلاته بتهمة ضلوعه في نشاطات إرهابية. وبحسب الصحيفة نفسها، فإن جبور اعترف بأنه تدرب عام 1999 في أفغانستان وأنه كان يفترض أن يتوجه بعد انتهاء التدريب إلى الشيشان لمقاتلة الروس هناك، لكنه لم يفعل ذلك وعاد إلى باكستان.
وقال جبور، وفقاً لما ذكرته «هآرتس»، إنه بعد عشرة أيام من أحداث الحادي عشر من أيلول عاد إلى أفغانستان وانضم إلى الحرب ضد القوات الأميركية لكنه عاد مرة أخرى بعد شهرين إلى باكستان من دون أن يشارك في القتال ضد القوات الغازية. وقالت «هآرتس» إن جبور هو «الحالة الأولى» التي يصل فيها معتقل في غوانتنامو إلى إسرائيل للتحقيق معه «كجزء من التعاون بين الولايات المتحدة وإسرائيل والأردن ضد الإرهاب».
(الأخبار)