موسكو ــ الأخبار
منعت مصلحة الأمن العام الإسرائيلية «شاباك» الدبلوماسي الروسي ألكسندر كريوكوف من الدخول إلى إسرائيل، معربة عن شكوكها في أن يكون ضالعاً في تأليف قاعدة لتجنيد الجواسيس داخل الأراضي المحتلة عام 1948.
وكان من المفترض أن يقوم كريوكوف، عالم اللغات المتخصص بدراسة اللغة العبرية، بافتتاح وترؤس مركز الثقافة والعلوم الروسية التابع للسفارة الروسية لدى إسرائيل، ولكن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية منعته، بحجة أنه ضابط في جهاز الاستخبارات الروسية، وأعربت عن شكّها في أنه ضالع في العمل لحساب مصلحة الأمن الفدرالية (إف.إس.بي) الروسية، وأنه يهيئ لإقامة قاعدة في مركز الثقافة والعلوم الروسية لتجنيد الجواسيس والعملاء بين الإسرائيليين المنحدرين من أصل روسي. وأشارت أجهزة الأمن الإسرائيلية إلى أن كريوكوف قد يسعى إلى جمع المعلومات تحت غطاء دبلوماسي.
وكانت وزارة الخارجية الروسية قد أبلغت وزارة الخارجية الإسرائيلية قبل أسابيع عن نيتها إرسال كريوكوف للعمل في السفارة الروسية لدى إسرائيل، ولكن الخارجية الإسرائيلية، وبعد التشاور مع الأجهزة الأمنية المختصة، أبلغت الجانب الروسي عن وجود «مشكلات حول شخص كريوكوف».
يشار إلى أن كريوكوف درس اللغة العبرية في المعهد السوفياتي، وتخرّج من معهد بلدان آسيا وأفريقيا في موسكو عام 1980. ونال درجة دكتوراه دولة من جامعة موسكو الحكومية على أطروحته حول «وسائل الإعلام الإسرائيلية».
ويعدّ كريوكوف من أبرز المختصين الروس بالثقافة العبرية، وكتب الكثير من المقالات والكتب حولها. وكان يشرف على منبر اللغة العبرية الحديثة في الجامعة العبرية في موسكو. وكان يزور إسرائيل كل سنة بدعوة من جمعية الصداقة السوفياتية ــ الإسرائيلية قبل استئناف العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والاتحاد السوفياتي عام 1991، وهو ما تأخذه عليه الآن السلطات الأمنية الإسرائيلية، إذ إن السفر إلى إسرائيل كان ممنوعاً على البسطاء من الناس ومن دون موافقة الأجهزة السوفياتية المختصة.
ولكن كريوكوف تابع السفر إلى إسرائيل بعد استئناف العلاقات الدبلوماسية أيضاً، وكانت وكالة «سحنوت» اليهودية تدعوه لقراءة المحاضرات على القادمين الروس الجدد إلى إسرائيل.
وترجح مصادر دبلوماسية في موسكو أن يكون افتعال هذه الأزمة لمحاصرة المركز، الذي تخشى السلطات الأمنية الإسرائيلية أن يمارس تأثيره الثقافي على اليهود الروس، الذين «يشدّهم الحنين إلى روسيا»، ولإحاطة نشاطه المرتقب بهالة تجسسية، للتضييق عليه، ولمنع اليهود الروس من التعاون معه.
وتأتي فضيحة التجسس هذه، قبل أن يمضي أسبوعان على زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولميرت إلى موسكو، حيث احتفلت الدولتان في 18 تشرين الأول بمرور 15 عاماً على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما.
وتعدّ فضيحة التجسس هذه الرابعة بين الدولتين على الأقل خلال الأعوام الأخيرة، وكان من أشهرها ضبط عميل «الموساد» ريوفين دينيل متلبّساً بممارسة التجسس في موسكو، وطرده من روسيا عام 1995، وكذلك إبعاد السلطات الإسرائيلية الصحافي الروسي قسطنطين كابيتونوف عام 2004، ثم إعلان السكرتير الأول في السفارة الروسية لدى إسرائيل أندريه موتشالوف شخصاً غير مرغوب فيه في العام نفسه.