حيفا ــ فراس خطيب
رغم الانتقادات الإسرائيلية الداخلية الشديدة لأداء الجيش الإسرائيلي خلال العدوان على لبنان، واعتبار قادة الفرق والألوية الأربعة في المنطقة الشمالية (غال هيرش، غاي تسور، ايريز تسوكرمان، أيال ايزينبرغ)، مسؤولين مباشرين عن «الإخفاقات» فيها، إلا أنّ هذا لم يمنع قيادة الجيش الإسرائيلي من عقد «جلسة تعيينات»، أول من أمس، ترأسها قائد أركان الجيش الإسرائيلي دان حلوتس، وتقرر فيها إبقاء اثنين من القادة الأربعة في منصبيهما ونقل اثنين آخرين إلى وظائف موازية في الجيش الاسرائيلي، الأمر الذي خلق ردود فعل اسرائيلية داخلية غاضبة، نظراً لعدم «تحمّل أحد منهم المسؤولية عن الإخفاقات».
وجاء في بيان أصدره المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي «إن المعايير في التعيينات نبعت من قدرة الضباط على القيادة والإدارة في ميدان الحرب والاستقرار في الجهاز العسكري والمساندة ومنح الثقة والتشديد على الضباط الذين كانوا جزءاً من القتال».
وعيّن قائد الألوية 91 في المنطقة الشمالية، غال هيرش، رئيساً للواء الاستراتيجي في قسم التخطيط في الجيش والمسؤول عن «العلاقات الخارجية للجيش الإسرائيلي»، وسيخلفه الضابط عماد فارس، الذي قاد لواء «ايلت»، والذي اعتبروه في الجيش «الرابح الأكبر» في سلسلة التعيينات الجديدة نظراً لـ«أهمية ألوية 91». وسينتقل الضابط غاي تسور، قائد ألوية 162، ليتسلم قيادة قاعدة «تسئيليم»، وسيحل مكانه الضابط عوزي موسكوفيت. كما سيبقى الضابط، إيريز تسوكرمان، والضابط إيال أيزنبرغ، اللذان قادا فرق احتياط خلال العدوان، في منصبيهما، سنة ثالثة، وسيتم تعيين الضابط نوعم تيفون، مدير «القوى العاملة» في قوات البر، قائداً للألوية في الضفة الغربية ليحل مكان الضابط يئير غولان.
وقد أثارت هذه التعيينات ردود فعل ساخطة في اسرائيل شملت المستويين العسكري والسياسي. وقال قائد أركان الجيش الإسرائيلي السابق، أمنون ليفكين شاحاك، في حديث للإذاعة الإسرائيلية الرسمية، «كان علينا انتظار نتائج التحقيقات في الجيش الإسرائيلي وبعد ذلك نبدأ التعيينات».
وانتقد جنرال الاحتياط اوري ساغي «المجريات»، معتبراً ما كان في لبنان «مشكلة في إدارة الجيش». وشدد على ان ما جرى من تعيينات يدل على «خطأ في استخلاص العبر» وأن هناك «أشخاصاً في الجيش ليسوا ملائمين لمناصبهم».
وقال أب، قتل ابنه في جنوب لبنان، إن التعيينات التي صادق عليها قائد الأركان «تظهر بأن أحاسيس قائد الأركان ووزير الدفاع قاتمة».
وانتقد الجنرال يفتاح رون طال، الذي قاد سلاح البر الإسرائيلي سابقاً قرار قائد الأركان، وطالب وزير الدفاع عمير بيرتس بأن «يتدخل فوراً في الموضوع»، مشيراً إلى أنه «ليس من الصحيح العودة إلى العمل كالمعتاد».
كما قالت عضو الكنيست من المعارضة زهافا غلئون إن التعيينات الأخيرة كانت بمثابة «المسمار الأخير في نعش حرب لبنان الثانية»، معتبرة أن التعيينات تقول «لا أحد من المتورطين في المستويين السياسي والعسكري يتحمل المسؤولية». وقالت غلئون «ليس ممكناً المضي قدماً نحو الحرب المقبلة. لقد قبروا حرب لبنان الثانية وكأنها لم تكن».