برلين ــ غسان ابو حمد
أوجدت ظاهرة المقاومة اللبنانية للعدوان الإسرائيلي ردود فعل واسعة في وسائل الإعلام الدولية، ونقل موقع «شبيغل أونلاين»، تحت عنوان «داوود والعدو الخفي»، انطباعات ضابط إسرائيلي كان على تماس يومي مع المقاومة اللبنانية، وصف فيها خلايا حزب الله بأنها «ميليشيا غير مرئية مدرّبة ومسلّحة جيداًونقل مراسل موقع «شبيغل أونلاين» في مدينة حيفا، ألكسندر شفابيه، عن العقيد الإسرائيلي دايفيد كوهين، الذي خدم في الجنوب اللبناني لمدة عامين، قوله إن الاحتلال الإسرائيلي للجنوب اللبناني كان عديم الجدوى وكان الجنود الإسرائيليون أهدافاً سهلة لقنّاصة المقاومة. وتابع: «كنت آمراً لوحدة مؤلفة من عشرة عناصر، وكنا جميعاً نتفق على رأي واحد: لا هدف لوجودنا في لبنان. النتائج التي كانت أبراج مراقبتنا تؤمنها في الجنوب اللبناني، كان في الإمكان تأمينها جواً وبطريقة أفضل، أي بواسطة الطيران».
ورأى كوهين «أن لحزب الله أقوى خلايا مقاتلة في العالم، وسرّ قوته أنّها سرّية وغير مرئية». وأضاف متسائلاً «كيف يمكننا التمييز بين المقاتل وغير المقاتل؟ إنهم يرتدون البزّة القتالية العسكرية ليلاً فقط، وفي النهار يرتدون الثياب المدنية ويغوصون تماماً بين الجمهور العادي. إنهم يقرّرون متى يتحولون إلى مدنيين ومتى يتحولون إلى عسكريين».
ويلحظ العقيد الإسرائيلي جانباً مهماً في قوة المقاومة عند حزب الله. ويقول: «هناك حضور لمدرسين من حزب الله في المدارس التعليمية، من الابتدائي إلى الثانوي، وفي بعض أقبية هذه المدارس تعطى دروس نظرية قتالية للتلاميذ، وبعض هؤلاء التلاميذ يتابع لاحقاً دورات تدريب عسكرية في سوريا أو إيران. إنهم يؤدون تدريبات قاسية ولديهم فرقة نخبوية من ثلاثة آلاف مقاتل من النخبة العالية».
واتّهم العقيد دايفيد كوهين الحكومة الإسرائيلية بتقوية «حزب الله» بطريقة غير مباشرة، قائلاً «كنا نعتقد أن في إمكاننا خنق مقاتلي حزب الله. فأدّى عملنا إلى نتائج معاكسة. لقد قوي هذا الحزب وتمكّن من تشريدنا. لقد تحوّل شعار طردنا من الجنوب إلى شعار طردنا من المنطقة».
وتمضي الصحافة الألمانية في تحليلها لأسباب نهوض حركة المقاومة في الجنوب اللبناني إلى تبيان عامل المعلوماتية الإسرائيلية وأثر غيابه طوال ست سنوات (منذ عام ألفين) عن ساحة الجنوب اللبناني، فتنقل عن القائد السابق لوحدة الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، الجنرال يوسي كوبرفاسر تأكيده، في مؤتمر صحافي، أن مقاتلي حزب الله تمكنوا في خلال ست سنوات، من امتلاك أسلحة متطورة ومن التدريب عليها في سوريا وإيران.
ويقول الجنرال الإسرائيلي: «لم تعد إسرائيل تخيفهم.. إن الطائرات التي حملت 35 ألف طن من المساعدات الغذائية لضحايا زلزال منطقة بام الإيرانية في كانونو الأول عام 2003، عادت إلى سوريا محمّلة بالأسلحة والصواريخ، ومن ضمنها الصاروخ الإيراني زلزال البعيد المدى، والذي بات في عهدة مقاتلي حزب الله».
ويشير كوبرفاسر إلى أن «المعضلة الكبرى التي واجهت الجيش الإسرائيلي في الجنوب اللبناني، كانت شبكة المواصلات والقنوات التي شقّتها المقاومة اللبنانية تحت الأرض». ويقول: «كان المقاتلون يظهرون فجأة من لا شيء. يطلقون الصواريخ ويختفون تحت الأرض».