القاهرة ــ خالد محمود رمضان
في الوقت الذي تكاد فيه السجون المصرية تخلو من معتقل سياسي واحد لإسرائيل، فإن بعضها يضم، في مفارقة مؤسفة، عشرات من المعتقلين والسجناء الفلسطينيين.
وكشف حادث اختطاف الملحق العسكري المصري في غزة حسام الموصلي والإفراج عنه من قبل منظمة فلسطينية غير معروفة تحمل اسم «كتيبة الأحرار» قبل بضعة أسابيع، عن وجود سبعين سجيناً فلسطينياً، كانت هذه الجماعة قد طالبت بالإفراج عنهم في مقابل إطلاق سراح الموصلي.
لكن الإفراج عن الموصلي تم بينما لا يزال السجناء الفلسطينيون قابعين في المعتقلات، حيث يحتجز عشرات الفلسطينيين، ومنهم كثير من الناشطين في سجون مصرية، من دون محاكمة.
واعترفت مصادر أمنية مصرية بأن إجمالي عدد الفلسطينيين المعتقلين والمحتجزين في السجون المصرية يبلغ نحو 70 فلسطينياً فقط ألقي القبض على غالبيتهم في قضايا حدودية.
وقالت المصادر نفسها إن المقبوض عليهم اعتقلوا في حوادث اختراق الحدود الدولية في رفح والتهريب عبر الأنفاق والتسلل إلى الأراضي المصرية ودخول البلاد بطريقة غير شرعية. وأوضحت أن الفلسطينيين المحتجزين هم رهن التحقيقات والمحاكمة، مشيرة إلى أن هناك عدداً محدوداً آخر من الفلسطينيين يقضون الآن مدة العقوبة في قضايا جنائية ارتكبوها على الأراضي المصرية.
وتقول أسر نحو ستين معتقلاً فلسطينياً إن السلطات المصرية تعتقل هؤلاء الناشطين الفلسطينيين في سجن الغربانيات في منطقة برج العرب شمال مصر، بعد فرارهم إليها من قطاع غزة بسبب المواجهات المتلاحقة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلية.
وكانت أسر المعتقلين قد نظمت اعتصاماً أمام مقر السفارة المصرية في غزة وطالبت السلطات المصرية بإطلاق سراح ذويهم، علماً بأن حركة «حماس» تبنت هذه المطالب خلال اتصالاتها مع السلطات المصرية.
وناشدت جمعية حقوق الإنسان لمساعدة السجناء الرئيس المصري حسني مبارك مرات عديدة الإفراج عمن اعتقلوا في الفترة الممتدة من عام 2000 وحتى الآن، وذلك لمشاركتهم في الانتفاضة الفلسطينية ودعم الشعب الفلسطيني، مشيرة إلى أنه ألقي القبض على هؤلاء الأشخاص وصدرت بحقهم قرارات اعتقال طبقاً لقانون الطوارئ. ومنذ ذلك التاريخ وحتى الآن فإن الـ55 معتقلاً لا يزالون داخل المعتقل في سجن الغربنيات في برج العرب بالإسكندرية. وعلى الرغم من حصولهم على العديد من أحكام الإفراج، إلا أن قرارات اعتقال جديدة تصدر بشأنهم بعد أن يقضوا فترة من الوقت داخل قسم شرطة كوم الدكة في الإسكندرية.
ووجه السجناء رسالة إلى رئيس المجلس الأعلى لحقوق الإنسان في مصر بطرس بطرس غالي والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، قالوا خلالها «نحن المعتقلين السياسيين في سجن صحراء الإسكندرية (غوانتانامو) منطقة أبو غريب، برج الإسكندرية، ومن مختلف الفصائل الفلسطينية وشرفاء وأحرار الأمة، نتقدم إليكم بنداء إغاثة عاجل ومن خلالكم إلى كل الشرفاء والمخلصين والمحبين في هذا العالم لرفع الظلم عنا وحل مشكلتنا الإنسانية والقومية بالعدل والأمان».
في المقابل، يعيش 13 معتقلاً مصرياً، ظروف اعتقال صعبة في سجن النقب الصحراوي الإسرائيلي، منذ أكثر من سبعة اشهر، من دون محاكمة أو مساءلة. وينحدر المعتقلون من محافظات شمال سيناء والمنيا، وكانوا قد اعتقلوا من مزارعهم وأراضيهم وأماكن عملهم الملاصقة للجدار الحدودي الفاصل ما بين مصر وإسرائيل.
ونقلت وكالة «معا» الفلسطينية المستقلة أمس عن أحد المعتقلين قوله «لقد قمنا بالإضراب عن الطعام منذ ثاني يوم عيد الفطر، مطالبين بإطلاق سراحنا وعودتنا إلى ديارنا». وأشار المعتقل إلى أن مسؤولي السفارة المصرية لدى تل أبيب لم يقوموا بزيارتهم رغم الوعود المتكررة بالعمل على ذلك.