strong>مهدي السيد
عشية زيارة أولمرت إلى واشنطن، قدّم دبلوماسي أميركي أمام الصحافة الإسرائيلية عرضاً سياسياً يختصر مقاربة بلاده للملفات الإقليمية ذات الصلة بتل أبيب، بدءاً من لبنان وانتهاءً بإيران مروراً بسوريا والساحة الفلسطينية. مواقف المسؤول الأميركي تعكس تمترساً أميركياً وراء المواقف التقليدية، وهو ما يشي مسبّقاً بنتائج قمة واشنطن المقبلة...

أعرب دبلوماسي أميركي «رفيع المستوى» أمس عن تفهم الولايات المتحدة لحاجة إسرائيل إلى مواصلة طلعاتها الجوية التجسسية فوق لبنان، مشيراً إلى أن بلاده تبحث عن حل تحصل من خلاله تل أبيب على المعلومات الاستخبارية عبر وسائل أخرى، عن «طريق جهات دولية، من أجل عدم إعطاء حزب الله ذريعة لمواصلة نشاطاته».
ونفى المسؤول الأميركي، الذي لم يُكشف عن اسمه، في إيجاز صحافي أجراه مع مراسلين إسرائيليين قبل أيام من زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى واشنطن، علمه بوجود وساطة أميركية لتنظيم لقاء بين إيهود أولمرت، ونظيره اللبناني، فؤاد السنيورة، لكنه أوضح أن بلاده تؤيد حصول لقاء كهذا.
واستبعد الدبلوماسي الأميركي، من جهة أخرى، قيام إسرائيل بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، معتبراً أنها تدرك أن «الحل لهذه المشكلة يجب أن يكون سياسياً». وقال «إن مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية أكثر تعقيداً من تدمير المفاعل النووي العراقي، فالحديث هنا عن نحو 200 منشأة، حتى لو لم تكن جميعها بالأهمية نفسها». وأضاف «يصعب ضمان تدمير البرنامج النووي الإيراني، وليس هناك شيء أسوأ من محاولة تنفيذ عملية عسكرية غير ناجحة». وأوضح المسؤول الأميركي أن الملف النووي الإيراني والجهود المبذولة لفرض عقوبات على طهران سيكونان على رأس جدول أعمال القمة التي ستجمع أولمرت بالرئيس الأميركي جورج بوش يوم الإثنين المقبل.
وبشأن الموقف من سوريا، كرر الدبلوماسي الأميركي العبارة التي يرددها رئيسه فقال «إن سوريا تعرف جيداً ما عليها فعله من أجل أن نتعاطى بجدية مع تصريحاتها حول السلام». وأضاف إن «هناك الكثير من المواضيع التي لا يزود فيها السوريون البضاعة المطلوبة، ولقد مللنا منهم، نحن ببساطة لا نعتمد عليهم». وإذ وصف «الخيار السوري» بأنه «حتى الآن، هراء»، أكد أن هذا الموضوع لن يثار في المباحثات بين أولمرت وبوش، موضحاً أن «الولايات المتحدة لن تمنع مفاوضات بين سوريا وإسرائيل، إلا أننا نريد أن نعلم هل ستحقّق مفاوضات كهذه الأهداف».
وفي الشأن الفلسطيني، قال المسؤول الأميركي إن بلاده ستطلب من إسرائيل اتخاذ خطوات سياسية إلى جانب الإجراءات العسكرية، مشيراً إلى أن «الموضوع الفلسطيني سيكون محور المباحثات بين بوش وأولمرت، وستوضح الولايات المتحدة أن النشاط العسكري فقط من جانب إسرائيل غير كاف، وأنه يجب إضافة خطوات سياسية له».
وبالطبع، لم يحل هذا التوضيح دون تأكيد المسؤول الأميركي «تأييد الولايات المتحدة لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها»، مضيفاً «إننا نعتقد أن على إطلاق القسام أن يتوقف وأنه ينبغي إطلاق سراح (الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد) شاليط، لكن إلى جانب ذلك، على الجيش الإسرائيلي أن يقلص إلى الحد الأدنى نشاطه في غزة، وعلى إسرائيل أن تطلق سراح أعضاء البرلمان الفلسطيني المسجونين لديها، إلا إذا وجدت ضدهم أدلة تسمح بتقديم لوائح اتهام».
وشدد المسؤول الأميركي على دعم إدراته تأليف حكومة فلسطينية جديدة، تكون «حكومة تكنوقراط» و«تستجيب للشروط التي حددتها الرباعية الدولية»، معتبراً أن حكومة كهذه «تستطيع أن تفاوض إسرائيل بشأن تطبيق خريطة الطريق». وتوقف المسؤول الأميركي عند ضرورة دعم رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس. وقال إن بلاده تتوقع من إسرائيل أن تسمح بنقل آلاف البنادق من مصر إلى الحرس الرئاسي الفلسطيني، وأن تصادق على انتشار «لواء بدر»، التابع لجيش التحرير الفلسطيني، في قطاع غزة، قبل لقاء أولمرت ببوش.




استيطان

أوضح الدبلوماسي الأميركي أن إدارته لم تنس الوعود الإسرائيلية بشأن إخلاء البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية رغم ابتعاد الموضوع عن العناوين الإعلامية. ورأى أن هذا الموضوع «ليس إسرائيلياً ـــ فلسطينياً، بل إسرائيلي ـــ أميركي، التزمته إسرائيل أمامنا، وهو مسألة تتعلق بتطبيق القانون...في دولة ديموقراطية».