يحيى دبوق
تبحث إسرائيل والولايات المتحدة عن بدائل لطلعات سلاح الجو الإسرائيلي فوق لبنان، بعدما تبين لهما ان هذه الطلعات تضر بـ«الحكومة اللبنانية والعلاقات مع الدول المساهمة في اليونيفيل»، وبينها طلعات استخبارية دولية، بموافقة من الحكومة اللبنانية.
وأشار مصدر سياسي اسرائيلي رفيع المستوى لصحيفة «هآرتس» أمس إلى أن «إسرائيل لا ترغب في إرباك الحكومة اللبنانية أو إيجاد حالة من التوتر مع الدول التي تساهم في قوات الأمم المتحدة (المنتشرة في جنوب لبنان) بطلب» من الحكومة الاسرائيلية. وقال «إذا كان هناك أسلوب جديد يوفر علينا الطلعات الجوية، ونكون على علم بما يجري هناك (في لبنان)، فسيكون ذلك حلاً ممتازاً، بل سيكون أفضل الحلول».
وتحدثت «هآرتس» عن البدائل المحتملة المطروحة أمام الإسرائيليين للاستغناء عن طلعات سلاح الجو الإسرائيلي: «التصوير من الأقمار الاصطناعية الأميركية أو عمليات جمع استخباري من قبل طائرات دول أخرى (غير إسرائيل والولايات المتحدة) بعد موافقة الحكومة اللبنانية». وقالت الصحيفة إن «الإدارة الأميركية أوضحت لإسرائيل انها تتفهم الحاجة إلى جمع استخباري، وان الطلعات التصويرية تقوم بجمع معلومات مهمة ساعدت إسرائيل في الحرب الأخيرة (على لبنان)، لكنها تخشى من ان يتسبب استمرارها بإضعاف الحكومة اللبنانية برئاسة السنيورة»، مضيفة ان السبب الثاني هو «الخشية من ان تعطي هذه الطلعات ذريعة لحزب الله كي يخرق وقف إطلاق النار بحجة ان إسرائيل تخرقه أيضاً، من خلال استمرار طلعات سلاح الجو في لبنان».
وينوي رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت، بحسب التقارير الإعلامية الإسرائيلية، مناقشة الوضع في لبنان مع الرئيس الأميركي جورج بوش خلال اللقاء المرتقب بينهما الاثنين المقبل في واشنطن. وسيعرب أولمرت، بحسب «هآرتس»، عن «قلق إسرائيل من استمرار تدفق السلاح إلى حزب الله وعدم كفاية الحظر المفروض في شكل جزئي» على هذا السلاح، في اشارة الى المراقبة التي تباشرها البوارج التابعة للبحرية الألمانية على طول الشاطئ اللبناني. وأشارت «هآرتس» إلى ان الطلعات الجوية الاستفزازية التي قامت بها إسرائيل فوق بيروت ومدن لبنانية أخرى في الأسبوع الماضي، قد أثارت انتقادات دولية قاسية، من بينها كلام قاله في «تل أبيب» للمراسلين الاسرائيليين مسؤول أميركي رفيع المستوى لم تذكر اسمه، من ان الإدارة الأميركية «تتفهّم الحاجة الإسرائيلية إلى هذه الطلعات، إلا أنها تبحث عن حل يناسب المجتمع الدولي (وحاجات) إسرائيل أيضاً».
وذكّرت الصحيفة بالانتقادات والمعارضة الفرنسية لطلعات سلاح الجو الإسرائيلي، واستدعاء وزارة الخارجية الفرنسية السفير الإسرائيلي لدى باريس أول من أمس والإعراب عن «الخشية الفرنسية من ان يؤدي استمرار الطلعات إلى زيادة خطر التصادم بين الجيش الإسرائيلي والقوة الدولية».