علي حيدر
“سوريا خطيرة”. “إيران وحزب الله يشكلان رابطة عالمية للإرهاب”. تعابير اعتادت الإدارة الأميركية إطلاقها لوصف ما درجت على تسميته “محور الشر”، الذي يبدو أن كوريا الشمالية قد أفلتت منه. لكن تصريحات كهذه تحمل معاني قد تكون ذات مغزى مختلف، عشية القمة الأميركية الإسرائيلية المرتقبة في البيت الأبيض اليوم

شنت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أمس هجوماً عنيفاً على سوريا، ووصفتها بأنها “خطيرة”، مشيرة إلى أنها “محطة لنقل السلاح الإيراني إلى حزب الله”، ودافعت عن الفيتو الأميركي ضد إدانة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مدعية أن مشروع القرار كان “منحازاً”، فيما استغل البيت الأبيض الإدانة الأرجنتينية لمسؤولين إيرانين لمهاجمة طهران وحزب الله، اللذين رأى أنهما يشكلان “رابطة عالمية خطيرة للإرهاب”.
وقالت رايس، في حديث لصحيفة “معاريف” الإسرائيلية أمس، إن “الولايات المتحدة قلقة وتتابع عن كثب استخدام الأراضي السورية كمحطة انتقالية للتسليح الحثيث لحزب الله وللسلاح الإيراني الذي يجتاز الشرق الأوسط”.
ورأت رايس أن سوريا “دولة تتصرف بشكل خطير. أوضحنا أن سوريا يجب أن تغير سلوكها في أقرب وقت ممكن. فهي ليست دولة تساهم في الاستقرار في الشرق الأوسط، وهذا واضح للجميع ونحن نتابع هذا الوضع بتأهب. نحن نعمل مع محافل دولية أخرى كي نوضح لسوريا أن عليها أن تغير نمط سلوكها هذا”.
وفي الشأن الفلسطيني، قالت رايس إن “إسرائيل والولايات المتحدة ستعملان معاً على التقدم في الهدف المشترك، الذي هو حل الدولتين في الشرق الأوسط على أساس خريطة الطريق”.
وفي تبرير للفيتو ضد إدانة مجزرة بيت حانون، قالت رايس، في بيان، إن «الولايات المتحدة اضطرت للتصويت ضد مشروع قرار إدانة الهجوم الإسرائيلي لأنه نص منحاز، ولا يخدم قضية السلام». وأضافت إن «القرار كان سيستخدم الحادث المأساوي في بيت حانون لإبراز أجندة سياسية منحازة».
وتابعت رايس: «كان (مشروع) القرار يتضمن لهجة مثيرة للعواطف وغير ضرورية، كانت ستفاقم الوضع في غزة، وهو لم يتطرق إلى الإرهاب أو يدين تهديدات (حركة المقاومة الإسلامية) حماس بتوسيع رقعة هجماتها على إسرائيل والولايات المتحدة».
وفضلاً عن رايس، تحدث مسؤول أميركي رفيع المستوى بحدة ضد سوريا. قال: “إن سياسة سوريا تتضمن مساعدة على قتل جنود أميركيين في العراق، ومعونة على قتل إسرائيليين من خلال الإرهاب الفلسطيني، ومساً بالاستقرار في لبنان وقمع المواطنين في سوريا. لا ينبغي لهذه السياسة أن تتلقى الآن جائزة من خلال مفاوضات على الجولان. عمل كهذا ستفسره الحكومة في سوريا، ولا سيما بعد الحرب في لبنان، على أنه جائزة لسلوكها الخطير هذا، كإعلان أن سياستها الرهيبة هذه نجحت. وعليه، فإن المفاوضات بين إسرائيل وسوريا في هذه المرحلة ستكون خطأ جسيماً. إذا غيّرت الحكومة السورية سياستها تجاه إسرائيل والعراق ولبنان، فسيكون ممكناً إعادة النظر لاتخاذ موقف جديد”.
إلى ذلك، وصف البيت الابيض أول من أمس، إيران وحزب الله بأنهما “رابطة عالمية للإرهاب”. وأشاد بمحكمة أرجنتينية لسعيها إلى اعتقال مسؤولين إيرانيين سابقين في تفجير مركز يهودي عام 1994.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض طوني سنو، في بيان إن “إيران مسؤولة عن موت مئات من المدنيين الأبرياء بوصفها الراعية الرسمية البارزة للإرهاب” في العالم.
وأضاف البيان إن دعم طهران المالي والعسكري لحزب الله سمح له “بمواصلة العنف في شتى أنحاء العالم”. وأضاف إن “حزب الله وإيران لا يزالان رابطة عالمية خطيرة للإرهاب”.
وأشاد بيان البيت الأبيض أيضاً بقاضٍ أرجنتيني أمر بإصدار أوامر باعتقال الرئيس الإيراني الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني وثمانية آخرين في قضية تفجير مركز للجالية اليهودية في بوينس ايرس في 18 تموز عام 1994. وقال البيت الأبيض: “ندعو كل الحكومات إلى دعم الحكومة الأرجنتينية. لا بد من جعل هؤلاء الإرهابيين والرعاة الرسميين لهم يعرفون أنهم لن يستطيعوا الاختباء من العدالة”.
(الأخبار، رويترز، أ ف ب، أ ب)