قدم قائد فرقة الجليل (91) في الجيش الإسرائيلي، المسؤولة عن القوات المنتشرة على طول الحدود اللبنانية، العميد غال هيرش، استقالته أمس بعد اتهامه بالفشل في منع مقاومي حزب الله من أسر الجنديين في عملية «الوعد الصادق» التي جرت في 12 تموز الماضي، في خطوة تأتي استباقاً لتوصية بذلك، يفترض أن تقدمها لجنة التحقيق المسؤولة عن التحقيق في إخفاقات المؤسسة العسكرية خلال العدوان على لبنان.ورفض رئيس الأركان دان حالوتس جزءاً من توصيات اللجنة التي تعرف باسم لجنة الموغ، مشيراً إلى أنها تفتقر إلى الأساس، بعدما انتقدت سياسة ضبط النفس التي مارسها الجيش الإسرائيلي إزاء بناء مواقع حزب الله على طول الحدود مع إسرائيل.
ويأتي تقديم هيرش استقالته بعد نشر تقرير لجنة التحقيق المتعلق بعملية أسر الجنديين، وقبل ساعات من الجلسة الخاصة لهيئة الأركان العامة، التي يفترض أن يقدم فيها رئيس لجنة التحقيق الضابط (الاحتياط) دورون ألموغ نتائج تحقيقاته في ظروف أسر الجنديين الإسرائيليين والإخفاقات التي أدت إلى ذلك، وتتضمن توصية بإقالة هيرش.
وكان الموغ قد أصر في الأيام الماضية على أنه يجب على قائد فرقة الجليل أن ينهي خدمته في الجيش في أعقاب النتائج التي توصل اليها. ووفقاً لما نُشر في وسائل الإعلام الإسرائيلية، فقد كشفت اللجنة وجود «إخفاقات خطيرة على كل المستويات» ووجدت أن خطأ هيرش يكمن في أنه لم يهتم بفحص تنفيذ تعليماته كتدريبالمستويات الخاضعة لقيادته على مواجهة «عمليات اختطاف».
ويُذكر أنه كان هناك آراء عديدة في لجنة التحقيق بشأن هيرش، إذ رأى بعض أعضائها أنه يمكن الاكتفاء بإلغاء تعيينه في وظائف قيادية. وتُعَدُّ هذه الاستنتاجات ضربة جديدة لحالوتس لكونه قرر قبل حوالى أسبوعين تعيين هيرش رئيساً لقسم التخطيط الاستراتيجي في القيادة العامة، وهو منصب رفيع المستوى، وإن كان لا يُعَدُّ منصباً قيادياً، لكن وزير الدفاع عامير بيرتس جمد القرار إلى حين انتهاء التحقيقات.
وتأتي استقالة هيرش بعد استقالة قائد المنطقة الشمالية اللواء اودي ادم التي تركت أصداءً واسعة في الكيان الإسرائيلي وداخل الجيش على حد سواء.
ونقلت صحيفة «معاريف» عن هيرش تعليقه على نتائج التحقيق بوصفه أنه «غير عادل». وأشار هيرش، في رسالة الاستقالة التي وجهها إلى حالوتس، إلى أن «من كان ينبغي أن يتحمل المسؤولية عن الفشل ليس قادة الفرق» بل «مستويات رفيعة جداً». والواضح من كلامه أنه يشير إلى رئيس الأركان نفسه. وعبر هيرش عن ألمه من وضع قادة الفرق في وضع غير ملائم أمام الجمهور، مشيراً إلى أنه «تصرف غير لائق مع عسكريي شعب إسرائيل».
ورفض هيرش، في رسالته، ما قيل عن عدم استعداد فرقته للحرب، وقال: «أعتقد أن الفرقة 91 أعدت نفسها بشكل جيد للحرب، فقد عملت بشكل متواصل ومهني في محاولة لمنع عملية الخطف». كما أكد أن فرقته عملت، منذ أن نشبت الحرب، بشكل متواصل لمدة 34 يوماً دفاعاً وهجوماً.
(الأخبار)