علي حيدر
أبلغ الرئيس الأميركي جورج بوش رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أمس أنه إذا لم يقبل الإيرانيون بحلول وسط فهم سيتحملون النتائج، وسط تطابق في موقفيهما من سوريا التي قالا إنها تعرف ما عليها أن تفعله، وخاصة في ما يتعلق بالملف اللبناني.
ورأى بوش، خلال لقائه أولمرت على مدى خمسين دقيقة في البيت الأبيض، أن المشروع النووي الإيراني يشكل «تهديداً للسلام العالمي»، مشيراً إلى أن العناد الإيراني ينبغي أن يواجه بالعزل الاقتصادي لأن طهران إذا امتلكت أسلحة نووية فستشكل عندها «عامل لا استقرار. لذلك ينبغي للعالم أن يتحد من أجل يكون لتمرده نتائج».
وأشار بوش، خلال اللقاء، إلى أنه «ينبغي العمل معاً من أجل عزل إيران»، معرباً عن اعتقاده بأن الشعب الإيراني يريد التقدم إلى الأمام، وأنه يمكن لهم تحقيق الفوائد من العلاقات التجارية والعلاقات مع العالم.
أما أولمرت فقد أكد من جهته أنه «ينبغي القيام بكل جهد من أجل ألا يتجاوز (الإيرانيون) العتبة التكنولوجية التي تسمح لهم بصناعة سلاح نووي». وأوضح أنه أجرى حديثاً طويلاً مع بوش في هذا الموضوع وكان هناك «توافق تام على مستوى الأهداف».
وكرر أولمرت كلام بوش بأنه ينبغي أن تفهم إيران أنه ستكون هناك نتائج إذا لم توافق على حل وسط. لكنه قال: «لا أستطيع أن أقول ماذا ستكون النتائج، ولكني أؤيد الجهد الكبير للرئيس (بوش) في هذا الموضوع. وأنا جداً متشجع من الحديث الذي أجريناه وكان أكثر تفصيلاً وتحديداً» مما تحدث به أمام الصحافيين.
وتناول اللقاء الملف السوري الذي حدد، بخصوصه، بوش أهداف عديدة للولايات المتحدة، من ضمنها «أن تخرج سوريا من لبنان من أجل قيام حكم لبناني مستقل» في موازاة «مساعدة الديموقراطية العراقية الفتية على النجاح».
لكن بوش تجنب الإشارة إلى ما يمكن أن يفسر إملاءً أميركياً على إسرائيل في ما يتعلق بالموقف من سوريا. وقال إن «أولمرت يعرف كيف يدير سياسته الخارجية»، مشيراً إلى أن «الرئيس السوري يعرف موقفي، ونحن نريد أن نرى تقدماً للسلام من قبل السوريين».
ووافق أولمرت على كلام بوش بالقول: «لدي رأي الرئيس (بوش)نفسه ». وأعرب عن أنه سيكون مسروراً لو كان هناك «إمكان للمفاوضات»، لكن «في الوضع الحالي لا أعتقد أنه يوجد مكان للاتصالات، وهذا أمر غير ممكن». وحدد أولمرت الموقف من المفاوضات مع سوريا بشكل واضح قائلاً: «لا أعارض المفاوضات مع السوريين، نحن مهتمون بذلك، ولكن توجد شروط مثل الإدارة السورية في لبنان والعراق، والغطاء الذي تؤمنه لحماس وخالد مشعل اللذين يمارسان الإرهاب على إسرائيل».
وفي ما يتعلق بالموضوع الفلسطيني، أكد بوش الحاجة إلى المساعدة الإنسانية للسكان الفلسطينيين الطامحين إلى السلام في المناطق. وقال: «بنظرة استراتيجية، نحن مهتمون بدولتين لشعبين، نحن مهتمون بتعزيز الحكومة الفلسطينية والعمل وفقاً لخريطة الطريق».
أما أولمرت فقال: «نريد تطوير حوار جدي وفوري مع رئيس السلطة الفلسطينية. سنبذل جهداً جدياً لمساعدة أبو مازن للبدء بحوار يرتكز على خريطة الطريق. توجد اتصالات متواصلة بينه وبيني من أجل أن نتمكن من البدء بالحوار».
وكان أولمرت قد أعلن قبل اللقاء مع بوش أنه غير مهتم بحرب أو مواجهة مع إيران، بعد أقل من 24 ساعة على تصريحات أدلى بها بنفسه تضمنت تلميحات إلى عدم استبعاد الخيار العسكري.
وفي مقابلة مع شبكة «اي. بي. سي»، قال أولمرت: «أنا لست مهتماً بحروب أو مواجهات (مع إيران)، أنا مهتم بالنتائج». ورأى أن الحملة على إيران تُقاس بطريقة واحدة فقط هي مدى نجاحها في منع طهران من امتلاك السلاح النووي. ولكنه أضاف أنه إذا كان هناك «شخص ما مهتم بالوصول إلى حل وسط مع إيران، ينبغي أن يفهم أن إيران لن تكون مستعدة لحل وسط إلا إذا شعرت بالخوف».
وحاول أولمرت خلال حديثه مع الصحافيين، في الطريق إلى واشنطن، أن يخفض سقف توقعات زيارته. وقال: «لا يوجد جدول أعمال خاص لهذه الزيارة ولا يوجد توقعات بتطورات خاصة»، بل وضع اللقاء مع بوش ضمن سياق زيارته لحضور اجتماع الجاليات اليهودية.
واستبعد أولمرت أن تكون لنتائج الانتخابات الأميركية التي سيطر بموجبها الديموقراطيون على مجلسي الكونغرس، أية نتائج على العلاقة مع إسرائيل، مشيراً إلى أن «دعم إسرائيل تقليد موجود لدى الحزبين (الأميركيين). ولا أعتقد أن هناك شيئاً سيتغير في العامين المقبلين من شأنه أن يؤثر في المشاعر إزاءنا».
في السياق نفسه، جددت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني، خلال كلمة لها أمام الجمعية العامة للفيدراليات اليهودية في لوس أنجليس، دعوتها المجتمع الدولي إلى الوقوف في وجه إيران والتخلي عن اللامبالاة وعدم التردد في مواجهة المشروع النووي الإيراني.
وقالت ليفني، للقادة اليهود الحاضرين، إن إسرائيل تقف أمام تحديات من ثلاث جبهات مختلفة، «كشعب يدافع عن حقه الأساسي بوطنه القومي؛ وكيهود في مقابل اللاسامية الظلامية؛ وكأعضاء في العالم الحر ضد القوى الإرهابية العالمية»، مشيرة إلى أن «هذه الجبهات الثلاث تتحد في حالة إيران».