يحيى دبوق
بدأ الجيش الإسرائيلي استخلاص العبر من الإخفاقات التي كشفها عدوانه الأخير على لبنان، وخصوصاً لجهة عدم جهوزية وحداته الاحتياطية للقتال، فقرر إخضاعها لتدريبات خاصة تؤهلها للحرب المقبلة. وذكرت صحيفة «معاريف» أن ألوية الاحتياط في سلاح المشاة التابعة لقيادة المنطقة الشمالية ستبدأ من الأحد المقبل تدريبات في قاعدة «إلياكيم»، بالقرب من بلدة «زخرون يعقوب»، تحاكي في شروطها الطبيعة الحرجية والجبلية لجنوب لبنان.
وكانت وحدات الاحتياط هذه تجري تدريباتها منذ انسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان، عام 2000، في قاعدة «تسيليم» شمالي غرب النقب، جنوب إسرائيل. وتتخذ هذه التدريبات قوالب العمل في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وبحسب «معاريف»، فقد تبلورت في قيادة المنطقة الشمالية، في الأسابيع الأخيرة، خطة تدريب بديلة لألوية المشاة الاحتياطية التي من المفترض أن يكون لها دور مركزي في أي سيناريو قتالي على الساحة الشمالية. ونقلت الصحيفة عن قائد قسم التدريب في قيادة المنطقة الشمالية، المقدم ليؤور ليفشيتس، قوله إن هذه التدريبات الخاصة مبنية على نتائج التحقيقات في حرب لبنان الثانية. وأشارت الصحيفة إلى أن التدريب سيكون بوتيرة كتيبة كل أسبوع.
وفي الشمال أيضاً، أشارت «معاريف» إلى مفارقة كشف عنها التحقيق الذي أجراه الجنرال احتياط، دورون ألموغ، في ملابسات عملية الأسر التي نفذها حزب الله في تموز الماضي؛ فقد أظهر التحقيق أن وحدات الجيش الإسرائيلي كانت ممنوعة من سلوك عدد من الطرق المحاذية للحدود مع لبنان، في حين كانت هذه الطرق نفسها متاحة أمام حركة المدنيين من سكان المستوطنات، كزرعيت وشتولا، الذين كانوا يسلكونها يومياً في الطريق إلى حقولهم. ورأى ألموغ في تقريره أنه «لا يعقل في دولة إسرائيل أن يستخدم المدنيون طرقاً يُحظر على الجيش الإسرائيلي سلوكها خشية التعرض للخطف». وعلقت مصادر عسكرية على هذه المفارقة بالقول إن حركة القوات التابعة لفرقة الجليل كانت جزءاً من منظومة أوامر صودق عليها في قيادة المنطقة الشمالية، وهي أوامر كانت كفيلة بمنع حصول عملية الخطف لو تم تنفيذها بالكامل.
من جهة أخرى، كثّفت عائلتا الجنديين الأسيرين لدى حزب الله نشاطاتهما الهادفة إلى توليد ضغط شعبي على الحكومة لدفعها إلى العمل على تحرير ولديهما. واتهمت والدة الجندي إيهود غولدفاسر رئيس الحكومة، إيهود أولمرت، بعدم القيام بما يكفي في هذا السبيل. وقالت ميكي غولدفاسر، في اعتصام طالبي نُظّم في معهد «تخنيون» للعلوم التقنية تضامناً مع الجنود الأسرى، «لقد مرت أربعة أشهر ولم نحصل على مؤشر حياة. يجب تغيير أسلوب العمل وإيجاد حلول بديلة، من خلال المفاوضات. لقد عارضنا الحرب من البداية».