ثمة منمعاريف» ــ شاي ودرور
حالوتس: ثمة من يتكلم، أما أنا فأعمل. وثمة من ينتصر، أما أنا فأخسر. وثمة من يخسر ويعترف، وأنا لست كذلك. وثمة من يدرك أنه غير مرغوب فيه ـ ليس أنا. وثمة من كان في ساحة المعركة، أما أنا فرأيتها من فوق. وثمة من اشترى أسهماً في البورصة، أما أنا فبعت. وثمة من نجح في التوقف عن التدخين، أما أنا فعدت إليه. وثمة من لديه حساسية لموت الأطفال الفلسطينيين، أما أنا فأتحسس رجفة جناح الطائرة عند إطلاق الصاروخ. وثمة من يحصل على غطاء من رئيس الحكومة، وثمة من يدير له رئيس الحكومة ظهره. وثمة من يتحمل المسؤولية، أما أنا فأرميها على الآخرين. وثمة من يعتقد أني متبجح، من يكون هو أصلاً؟ أنا من سلاح الجو. ثمة رؤساء أركان أصبحوا وزراء دفاع، وأنا أيضاً سأكمل عملي في مجال الدفاع كضابط أمن في فندق. ثمة أشخاص سيدخلون التاريخ، أما أنا فقد أصبحت من التاريخ. ثمة من يستعدّ للحرب المقبلة، أما أنا فحتى الآن لم أفهم ما حدث في الحرب السابقة. أنا هكذا، أنا خاسر، أنا لست كذلك، أنا أرى من فوق، أنا بعت، أنا عدت، أنا حساس لرجفة الجناح، يديرون لي الظهر، أنا أرمي، أنا من سلاح الجو، أنا ضابط أمن في فندق، أنا من التاريخ، أنا لم أفهم؛ هكذا أنا، لكن أنا منشغل بالعمل، لأن ثمة من يعمل، وثمة من يتكلم.