علي حيدر
ردّ رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال دان حالوتس أمس، على الدعوات المطالبة باستقالته، بالتأكيد على أنه سيبقى في منصبه «ما دام ينبغي أن أبقى»، وسط سجال داخلي إسرائيلي، يزداد حدة يوماً بعد يوم، حول إمكانية تدحرج كرة الاستقالات من الجيش صعوداً باتجاه رئيس الأركان، وربما وزير الدفاع عامير بيرتس، على خلفية تحميلهما المسؤولية عن فشل العدوان الأخير على لبنان، يترافق مع تدنّ متزايد في ثقة الإسرائيليين بمؤسستهم العسكرية.
وقال حالوتس، خلال حضوره تدريبات لسلاح البر في قاعدة عسكرية جنوبي إسرائيل، «لا أنوي الاستقالة، وعندما يكون لديّ ما أعلنه سأفعل». واتّهم من يوجهون إليه الانتقادات بأنهم من جماعة الكلام في حين أنه من جماعة الفعل.
ورفض حالوتس تناول أسماء الذين يوجّهون إليه الانتقادات ويدعونه إلى «الذهاب الى البيت»، إلا أنه ألمح في كلامه إلى أنه يقصد ضباطاً رفيعي المستوى في الجيش. وقال «من الأسهل عليك كثيراً مقاتلة العدو من أن تقاتل زملاء لك، بين مزدوجين».
ورداً على سؤال عما إذا كان سينهي ولايته في رئاسة الأركان، قال حالوتس، بصيغة يمكن تأويلها، «سأبقى ما دام ينبغي أن أبقى». وأضاف ان «الولاية لا تُقاس بالوقت وإنما بحجم المهمة». لكنه تناول نتائج العدوان الأخير على لبنان باعتباره المسبب الأساسي لكل ما يواجهه من انتقادات. وقال «إن المسألة المركزية هي ما الذي تحقق في الحرب، والعوامل الموضوعية فقط هي التي ستحكم، وهذه القضية أكثر تعقيداً من سؤال كيف عملت هذه القوة أو تلك».
ويأتي موقف حالوتس في أعقاب أنباء تداولتها وسائل الإعلام الإسرائيلية عن عزمه على الاستقالة؛ فقد أفادت صحيفة «هآرتس» أنه تبيّن من مداولات أجراها حالوتس مع قيادة الجيش أنه سيقدم على الاستقالة إذا حمّلته لجان التحقيق مسؤولية إخفاقات حرب لبنان الثانية. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، عن ضباط في قيادة الجيش قولهم إن حالوتس سيغادر منصبه خلال شهر وإنه لن يستقيل في الأيام القريبة.
وكان وزير الدفاع عامير بيرتس قد أعلن أول من أمس دعمه العلني لحالوتس ورفض الدعوات التي تطالبه بالاستقالة. كما حاول رئيس الحكومة إيهود أولمرت التنصّل من الإجابة المباشرة، عندما سُئل في الولايات المتحدة عن الدعوات لاستقالة حالوتس من رئاسة الأركان، واكتفى بجملة أنه لن يردّ على «دعوات مجهولة» لا يعرفها. لكنه عاد واتصل برئيس أركانه، مؤكداً دعمه له، بعدما ترك غموض إجاباته انطباعاً سيئاً لدى حالوتس والمقرّبين منه.
وكانت صحيفة «يديعوت أحرونوت» قد نشرت نتائج استطلاعات رأي أفادت بأن 71 في المئة من الإسرائيليين يعتقدون بأن على حالوتس أن يستقيل. وكانت هذه النسبة تبلغ في استطلاعات سابقة 55 في المئة.
ولم يقتصر الأمر على حالوتس، فقد عبّرت النسبة نفسها تقريباً عن عدم ثقتها بوزير الدفاع عامير بيرتس (72 في المئة) وأن عليه الاستقالة من المنصب الذي يتولاه.
وربما الأمر الأكثر دلالة في استطلاعات رأي الإسرائيليين هو أن ثقة الجمهور تجاوزت الأشخاص والقيادات الى مؤسسة الجيش نفسها، حيث عبّر نصف المستطلعين عن أن ثقتهم بقدرة الجيش قد انخفضت بعد العدوان الأخير على لبنان.