حيفا ــ فراس خطيب
شنّ جنرال الاحتياط المتقاعد دورون ألموغ، الذي عيّنه قائد أركان الجيش الاسرائيلي دان حالوتس للتحقيق في إخفاقات أسر الجنديين الإسرائيليين في لبنان، حملة انتقادات للجنرالات المسؤولين عن «الإخفاقات».
وكان ألموغ قد أوصى، من خلال تقريره، بإقالة قائد ألوية منطقة الشمال غال هيرش الذي استقال قبل استخلاص العبر.
وأوضح ألموغ، في مقابلة مع صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أنَّه قال لهيرش إن «احترام المهنة يتطلب منه أن يقدم استقالته ويمضي»، منتقداً أسلوب هيرش الذي اعتبر نفسه «ضحية إخفاقات غيره».
وقال ألموغ إن حالوتس «يمرّ في فترة صعبة للغاية في هذه الأيام»، مشيراً إلى انه «يشعر بألم حالوتس»، وأضاف أنه «يجلس قبالة حالوتس ساعات، وهو يدخن طوال الوقت ويشعل السيجارة من السيجارة على رغم إعلانه التوقف عن التدخين»، مضيفاً انه يرى في عيون رئيس الأركان «الألم والاحباط والتوتر». وأشار إلى أن حالوتس «قام بإخفاقات عديدة أثناء الحرب».
وعندما سئل ألموغ عما إذا كان على حالوتس أن يستقيل من منصبه، اختار عدم الإجابة، مشيراً إلى أنَّ هذا السؤال «مشحون جداً ومن الصعب الإجابة عنه». لكنّه أصرَّ على أن يقوم حالوتس «بمحاسبة نفسه».
وعن التعيينات التي قام بها رئيس الأركان بعد العدوان على لبنان، من حيث قام بترقية ضابطين وتعيين اثنين آخرين ممن كانوا مسؤولين عن الاخفاقات في الحرب في مراتب موازية، قال ألموغ «شعرت بأنَّه (حالوتس) أخطأ، وأنا لا أستطيع فهم السبب. ولا أعرف ما الذي قاده إلى مثل هذا القرار». ورأى أنه «يجب ان تكون في الجيش الاسرائيلي قيادة وأهداف وبرنامج عمل، وعودة سريعة الى العمل كالمعتاد».
وأثارت نتائج التحقيق الذي أجراه ألموغ في أعقاب عملية الأسر زوبعة في اسرائيل. إذ أشار التقرير إلى «إخفاقات خطيرة على كل المستويات». ووجَّه التقرير انتقادات إلى غال هيرش لكونه «لم يهتم بأن يفحص تنفيذ تعليماته كالتدريب على عمليات اختطاف في المستويات الخاضعة لقيادته».
وأفادت «يديعوت أحرونوت» أن علاقة وطيدة ربطت ألموغ بهيرش قبل العدوان على لبنان، إلا أنها انتهت بعد توصيات ألموغ.
وسادت على الساحة العسكرية في اسرائيل أقاويل تشير الى أن ألموغ سيعود إلى الجيش الاسرائيلي ثانية، إلا أنه لم يؤكد هذا الخبر، مشيراً إلى انه «لو تمت دعوته إلى العودة فهذا سيحتاج إلى الكثير من التفكير».
وتساءل «هل تعرفين ماذا يعني أن نفقد جنوداً؟ أن نصل إلى دبابة محروقة؟ كنت سأصل البيت وسأنهار تماماً».
ويذكر أن ألموغ شغل منصب قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الاسرائيلي عندما كان شاؤول موفاز وزيراً للدفاع، وهو متهم بارتكاب جرائم حرب وهدم بيوت الفلسطينيين في رفح. وقد رفعت منظمة داعمة للشعب الفلسطيني دعوى قضائية عليه في العاصمة البريطانية لندن قبل سنة، وسافر الى هناك إلا انه بقي في الطائرة ولم ينزل منها خوفاً من اعتقاله في المطار، بعدما أوصاه الاسرائيليون بالعودة إلى اسرائيل نتيجة «خطر اعتقاله».
وكان ألموغ مرشحاً لأن يكون قائداً للأركان. وعند تعيين حالوتس في هذا المنصب، أنهى عمله في الجيش على رغم المقترحات أن يكون نائباً لحالوتس.