رأت وثيقة داخلية للجيش الإسرائيلي أن سلسلة من «الأخطاء المهنية الكبيرة» ارتكبتها شعبة العمليات، ترافقت مع نشر جنود غير مؤهلين للقيام بمهامهم، أدت إلى قصف موقع الأمم المتحدة في جنوب لبنان حيث قتل أربعة مراقبين دوليين.وبحسب الوثيقة التي كشفت عنها صحيفة «جيروسالم بوست»، فإن قصف موقع الأمم المتحدة في الخيام كان خطأ، وكان، كغيره من الأخطاء والإخفاقات خلال الحرب، بسبب التخطيط غير الكافي والإهمال من قسم العمليات في الجيش الإسرائيلي.
وكانت طائرة إسرائيلية أطلقت في اليوم الثالث عشر من العدوان على لبنان خلال شهر تموز الماضي صاروخاً موجهاً على موقع للمراقبين العسكريين التابعين للأمم المتحدة في بلدة الخيام في القطاع الشرقي، وهو ما أدى إلى مقتل أربعة مراقبين من الصين وفنلندا وكندا وأوستراليا.
واستُهلت الوثيقة، الصادرة عن قسم العلاقات الخارجية في الجيش الإسرائيلي وسُلمت إلى الملحقين العسكريين لدول الجنود الذين قتلوا في القصف، بعرض الأسباب التي دفعت إسرائيل إلى خوض الحرب على حزب الله، ثم عرضت بالتفصيل سلسلة الأحداث التي أدت إلى قصف الموقع الدولي.
وأشارت الوثيقة إلى أن قوة عسكرية غريبة عن منطقة الخيام نشرت في ذلك القطاع. وأضافت «حيث إن قيادة العمليات المسؤولة عن قطاع الخيام أوكل إليها مسؤولية هذا القطاع على عجل، فإن التحضيرات الضرورية للعملية في الخيام تمت تأديتها بعجلة».
وأضافت الوثيقة أنه بسبب «الإعداد المختصر» للتحضيرات في قيادة الجبهة الشمالية، فإن لائحة الأهداف اليدوية التي تضم الأهداف المحتملة أظهرت بشكل خاطئ موقع الأمم المتحدة على أنه موقع لحزب الله.
ورغم التقرير ونتائجه التي قدمت إلى الأمم المتحدة، فإن الأمين العام للمنظمة الدولية رفض سحب اتهامه بأن الهجوم كان «مقصوداً بوضوح». وأصدر مكتب الناطق باسم الأمم المتحدة بياناً قال فيه: «إن الهيئة التي عينتها الأمم المتحدة للتحقيق لم تصل إلى القادة على المستوى التكتيكي والعملياتي في الجيش الإسرائيلي المتورطين في الحادث، وبالتالي لم تكن قادرة على تحديد لماذا لم يوقف الهجوم على موقع الأمم المتحدة بالرغم من المناشدات المتكررة للسلطات الإسرائيلية من قبل موظفي الأمم المتحدة في الميدان وعلى مستوى القيادة».
(يو بي آي)