صنعاء | مع دخول تنفيذ وقف إطلاق النار يومه التاسع عشر، لا تزال المحافظات اليمنية تشهد خروقاً متباينة، مع العلم بأنها شهدت إنحساراً ملحوظاً خلال الأيام القليلة الماضية. الخروق التي تجاوزت 850 خرقاً، توزعت ما بين الغارات الجوية تركزت في مأرب وصنعاء وتعز والجوف وحجة، والتحليق المكثّف.وفي وقت انخفضت فيه العمليات العسكرية في عدد من الجبهات، لم تعلن الأمم المتحدة عن دخول مساعدات إنسانية جديدة إلى الموانئ اليمنية، باستثناء بدء اللجنة الدولية للصليب الأحمر توزيع مساعدات غذائية وإيوائية للنازحين والمتضررين في بعض مناطق مديرية نهم شرقي محافظة صنعاء.
عشرات آلاف الأسر في صعدة بحاجة عاجلة إلى المساعدة

إلا أن محافظة صعدة التي تُعدّ إحدى أكثر المحافظات تضرراً من الحرب، إن كان عبر القصف الجوّي أو المدفعي، لم يدخلها موادإغاثية بعد. منسّق الشؤون الإنسانية في اليمن جيمي ماكغولدريك زار المحافظة الشمالية أول من أمس، حيث اطلع على حجم الأضرار في البنية التحتية في عدد من مديريات المحافظة. وحثّ ماكغولدريك أطراف الصراع على الوفاء بالتزاماتهم بوقف الأعمال القتالية والسماح غير المشروط بوصول المنظمات الإنسانية، مطالباً المجتمع الدولي بزيادة مستوى الدعم الذي يقدمه لليمن.
وأوضح منسّق الشؤون الإنسانية المقيم في صنعاء، أن هناك عشرات الآلاف من الأسر في محافظة صعدة بحاجة عاجلة إلى الغذاء والمياه والرعاية الصحية الأساسية والتعليم لأطفالهم، مشيراً إلى أن الأوضاع الإنسانية في صعدة «مهولة» وتستدعي التدخل العاجل لإغاثة المتضررين. وخلال زيارته بصحبة المدير العام لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن جورج خوري إلى وحدة العناية المركزة في المستشفى الجمهوري، المهددة بالإغلاق جراء شحّ المواد الطبية الأساسية، أشار ماكغولدريك إلى أن إغلاق وحدة العناية المركزة في المستشفى الجمهوري سينجم عنه «نتائج مريعة»، تتعلق بقدرة المرضى المصابين بجروح خطيرة على الوصول إلى الخدمات المنقذة، إذ سيتحتّم عليهم اجتياز مسافات طويلة جداً للحصول عليها.
وخلال زيارتها لمدن حيدان والقطابر في صعدة، دعت بعثة الأمم المتحدة جميع أطراف النزاع إلى احترام القانون الإنساني الدولي والامتناع عن استهداف البنى التحتية المدنية، وتجنب الهجمات على المدارس والمستشفيات لما لها من نتائج كارثية وخصوصاً على الأطفال. وطالبت بالحفاظ على المرافق الصحية والتعليمية كمنشآت محايدة محمية أثناء النزاعات المسلّحة. وخلال تقييم البعثة الأممية للأضرار التي لحقت بالبنية التحتية في مدينة حيدان، أشارت إلى أنها أضرار كارثية. وأدّت الأضرار على المدارس ومستشفى حيدان إلى حرمان 3000 طالب وطالبة التعليم وحالت دون حصول 10000 شخص على الرعاية الصحية.
وأشار ماكغولدريك المقيم في العاصمة صنعاء، إلى أن من غير الممكن إيقاف معاناة اليمنيين إلا من خلال التوصل إلى حلّ سياسي، متمنياً أن يستمر وقف الأعمال القتالية بما يسمح بتوسيع الأنشطة الإنسانية وتمهيد الطريق لإحلال السلام.
من جهتها، طالبت السلطة المحلية في صعدة خلال الزيارة الأمم المتحدة بتكثيف عملها الإنساني في مختلف مديريات محافظة صعدة «التي تعرضت للتدمير الشامل والحصار الممنهج من خلال استهداف الجسور والطرقات العامة لإعاقة جهود الإغاثة الانسانية»، مشيرةً إلى استهداف شحنات الإغاثة من قبل طيران التحالف السعودي واستهداف مختلف الأسواق الشعبية والعامة التي تغذي المحافظة بالسلع الغذائية الأساسية لإبقاء أهلها على قيد الحياة. وطالبت السلطة المحلية البعثة بسرعة إغاثة المتضررين من العدوان في المناطق الحدودية. وأكدت أن 300 ألف نسمة يعيشون في المناطق الحدودية منذ عام في ظل ظروف إنسانية في غاية الصعوبة جراء استهداف العدوان أي معونات إغاثية تصل تلك المناطق، مشيرةً أن غياب الدور الإنساني للمنظمات الدولية فاقم معاناة سكان المناطق الحدودية.