حيفا ــ فراس خطيب
حزب الله لا يزال يشكل هاجساً لسلطات الاحتلال، ولا سيما قوته العسكرية، وتتداول دوائر الاستخبارات معلومات عن تمّكن الحزب من ترميم نصف قوته، من دون أن تنسى كيل اتهام الحزب بالتعاون مع «الحركات الجهادية»

نقل محلل الشؤون العسكرية في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أليكس فيشمان، أمس، عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إنّ حزب الله «رمّم نصف قوته العسكرية التي كان يملكها عشية حرب لبنان الثانية».
وأضافت المصادر العسكرية، حسبما جاء في الصحيفة، أنّ حزب الله يبذل جهوداً حثيثة لـ«تجنيد قوى عاملة وتخزين قذائف قصيرة المدى»، مضيفة «لا معلومات حتى هذه اللحظة تبيّن أن الحزب ينوي تجديد إطلاق النار».
وتابعت الصحيفة قولها إن الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله «قضى وقت الحرب في بيوت في بيروت». وأوضحت، نقلاً عن «مسؤولين عسكريين إسرائيليين رفيعي المستوى» ممن «يتابعون ما يجري في في حزب الله»، أن نصر الله «يحافظ في هذه الأيام على ظهور جماهيري قليل ويحسب حركاته جيداً ويواظب على بقائه في أماكن خفية».
وأشارت الصحيفة إلى أنّ حزب الله «يعيّن» في هذه الأيام قادة عسكريين ليحلوا مكان القادة الذين استشهدوا، كما يقيم «مراكز سيطرة» مناطقية من جديد، مضيفة أن الحزب «يجري تحقيقات داخلية لفحص صدق أعضاء الحزب، خشية تسريب معلومات وضرب سرية التنظيم».
ويعمل حزب الله، بحسب الصحيفة، على «تجنيد قوى عاملة و تأهيل مقاتلين جدد»، مشيرة إلى أنَّ «جزءاً من المقاتلين يتلقون تدريبات في إيران»، إضافة إلى «قيام عدد من المدربين الايرانيين بالتدريب على أرض لبنان».
وادعت الصحيفة أنّ «المدربين الإيرانيين عادوا إلى بلادهم مع اندلاع حرب لبنان الثانية»، مشيرة إلى أن التدريبات اليوم «لا تقام كما كانت في السابق وجزء منها يجري في أماكن مخفية».
وادعت الصحيفة أن حزب الله «لا يزال يهرّب الأسلحة من سوريا إلى لبنان»، مشيرة إلى أن «غالبية عمليات التهريب تتم لقذائف قصيرة المدى». ورأت أن الحزب لا يزال يملك آلاف القذائف في الجنوب اللبناني «ويحاول تبديل جزء من السلاح الذي تلف».
ونقلت الصحيفة تصريحات لمسؤولين عسكريين إسرائيليين تشير إلى أنه «لا معلومات تؤكد أنّ للحزب نوايا هجومية لتجديد اطلاق النار»، مشيرة إلى أن هناك «صحوة للجهاد العالمي والتنظيمات الفلسطينية في لبنان».
وأعربت المصادر عن خشيتها من قيام هذه التنظيمات بـ«النزول» إلى الجنوب اللبناني وقتال إسرائيل من تلك الجبهة.
وتقدّر أوساط إسرائيلية أنه إذا «تدهورت الأوضاع في لبنان إلى أعمال شغب في الشوارع وحرب أهلية، فمن شأن هذا أن يقود إلى تسخين الأجواء عند الحدود الشمالية». وتضيف المصادر العسكرية أنه على الرغم من الترميمات إلا أن التنظيم «يستصعب العودة إلى الجنوب اللبناني».
وتدعي الصحيفة أنّ «خيبة امل» تنتاب عدداً من سكان الجنوب اللبناني ونشطاء الحزب «نتيجة مسيرة الترميم البطيئة». وتدّعي أيضاً أن «جزءاً من هؤلاء يخشون قدوم الشتاء في وقت لا يملك فيه جزء كبير من الشيعة مكاناً يؤويهم على عكس ما تعهد به التنظيم».
وختمت الصحيفة بالقول إنّ رجال حزب الله «حذرون من التصادم مع جنود الجيش اللبناني والقوات الدولية. وقد صادقت إسرائيل على ان القوات الدولية استطاعت ضبط عدد من الاسلحة. وفجرت عدداً من مخازن السلاح هناك».