غزة ــ رائد لافي
خلافات على «الداخلية» و«المالية»... و«فتح» تعيد إحياء «خيارات عباس»

تعثّر مفاوضات «حكومة الوحدة» يهدّد بالعودة إلى «المربع الأول»
خلافات على «الداخلية» و«المالية»... و«فتح» تعيد إحياء «خيارات عباس»

ساد غموض أمس مصير حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية، بعد إعلان أحد مستشاري الرئيس محمود عباس (أبو مازن) تعليق المفاوضات بين “فتح” و“حماس”، رغم نفي رئيس الوزراء اسماعيل هنية.
وقد توجه أبو مازن إلى الرياض، وسط أنباء عن خلافات حول توزيع الحقائب الوزارية، في وقت أجرى رئيس الوزراء السابق أحمد قريع في دمشق سلسلة لقاءات مع نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ورئيس المكتب السياسي لـ“حماس” خالد مشعل، وأعلن عن الاقتراب من تأليف حكومة الوحدة الوطنية.
وسادت حالة من القلق في الشارع الفلسطيني بعد أنباء الانتكاسة، وسط مخاوف من عودة الأمور إلى المربع الأول من الصدام والاقتتال بين قطبي الحكم الفلسطيني، ممثلين في حركتي “فتح” و“حماس”.
وفي حين أعلن مقربون من عباس وقادة في حركة «فتح» عن «تعليق» المشاورات بسبب ما وصفوها «شروط زائدة» من قبل حركة «حماس»، نفى الدكتور مصطفى البرغوثي، الذي يرعى الوساطة بين الطرفين، وقادة في حركة “حماس” هذه المعلومات، وأكدوا أن «المشاورات مستمرة وتشهد تقدماً ملحوظاً».
وأعلن المستشار الإعلامي للرئيس الفلسطيني نبيل عمرو عن تعليق المشاورات، لكنه نفى في الوقت نفسه وصولها إلى «حد الانهيار». وقال، خلال مؤتمر صحافي في رام الله، إن «عباس طلب من قادة حماس ضرورة سماع رأي إيجابي في معظم القضايا العالقة بعد عودته إلى غزة من زيارته الحالية الى السعودية».
وأشار عمرو إلى أن الأيام الماضية من المشاورات تركّزت حول تشكيلة الحكومة وتوزيع الحقائب الوزارية، ومطالب لحركة “حماس” بضرورة ألا يسيطر فصيل واحد على السفارات والقناصل أو حتى المحافظات، مشيراً إلى «الاعتراض على توقيت طرح هذه المطالب من قبل حماس».
إلا أن البرغوثي قال «أنا مستغرب من أين جاءت هذه المعلومات، التي لا أساس لها من الصحة جملة وتفصيلاً، وهي تعكس روحاً تشاؤمية لدى البعض، الذين ربما لا يعجبهم أننا نسير في اتجاه تأليف حكومة وحدة وطنية».
وكشفت مصادر فلسطينية مطلعة، لـ«الأخبار»، النقاب عن مطالبة حركة «حماس» بتوليها مسؤولية ما يقارب نصف عدد السفارات والممثليات الفلسطينية في الخارج، إضافة إلى عدد مماثل من المحافظات في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأشارت المصادر نفسها إلى عقبات رئيسية ومهمة تقف في طريق التوصل إلى اتفاق، أبرزها يتمثل في إصرار حركة «حماس» على الاحتفاظ بحقيبتي «الداخلية» و«المالية»، في حين يرى عباس ومن ورائه حركة “فتح” أن هذا «الأمر لا يساعد في فك الحصار الدولي عن الشعب الفلسطيني».
وأكد المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة أن المشاورات «تعثرت»، في اللحظة الأخيرة. واتهم «حماس» بأنها «تتمسك ببعض الوزارات التي لا يمكن تجاوز الأزمة الحالية إلا بتوليها من قبل كفاءات وطنية مستقلة وليس من فتح أو حماس».
وكان عباس قد اتصل هاتفياً ليل الأحد ــ الاثنين بخالد مشعل المقيم في دمشق للبحث في آليات تجاوز هذه العقبة، وفقاً لأبو ردينة.
غير أن اسماعيل هنية أكد أنه «ما زالت هناك فرص للتوصل إلى حل بشأن القضايا العالقة». وقال، في أعقاب لقاء قصير مع عباس في غزة، إن «المشاورات في شأن تأليف حكومة الوحدة لم تنهر والحوارات تدور على أعلى المستويات».
وفيما أشار المتحدث باسم «فتح» عبد الحكيم عوض إلى «تعليق الحوارات لأنها لم تعد ذات جدوى»، اتهم الناطق باسم حركة «حماس» اسماعيل رضوان بعض المسؤولين من دون أن يسميهم بإطلاق «تصريحات توتيرية» لا تخدم المصلحة الوطنية.
ومع «تعثر» المشاورات، عاد الحديث عن خيارات عباس يطفو إلى السطح من جديد. وقال عمرو إن «الرئيس لديه خيارات للتعامل معها، لكن الخيار الأول اليوم هو حكومة الوحدة الوطنية ولا خيار آخر لدينا»، مستدركاً أن «الرئيس سيستخدم تلك الخيارات في حال اضطر لها، لكنه يعطي كل الجهود الفرصة للتوصل الى حل».
وكان مصدر فلسطيني قد أعلن أن عباس وهنية عقدا اجتماعاً مساء أول من أمس في غزة، ولكن لم يتم التوصل خلاله إلى اتفاق على تأليف حكومة وحدة وطنية.
وقال مساعد لعباس مشارك في المحادثات إن “الرئيس أنهى الاجتماع غاضباً عندما أخبره هنية أن حماس مصرة على الاحتفاظ بحقيبتي الداخلية والمالية وتريد من عباس أن يوافق على تعيين أعضاء في حماس في مناصب رفيعة في السلطة الفلسطينية”.
وفي دمشق، أعرب مشعل، بعد لقائه قريع مساء أول من أمس، عن أمله في أن تتوج اللقاءات بـ“الإعلان عن حكومة وحدة وطنية.. ونأمل أن يتم ذلك قريباً وكذلك تبدأ خطوات جادة في طريق إعادة بناء منظمة التحرير”. وأوضح أنه تم الاتفاق مع عباس على عقد “لقاء في عاصمة عربية بحضور القوى الأخرى ودول عربية وأوروبية”.
ميدانياً، نجت أسرة فلسطينية من مجزرة إسرائيلية محققة كادت تودي بحياة جميع أفرادها، جراء استهداف منزلها الواقع في عزبة عبد ربه شرقي مخيم جباليا. كما نجت مجموعة من المقاومين الفلسطينيين من عملية اغتيال إسرائيلية استهدفتهم في المخيم ذاته، بعد نجاحهم في إطلاق صواريخ محلية على بلدة سديروت داخل فلسطين المحتلة عام 48.
وفي تكرار لتجربة “الدروع البشرية”، تجمّع مئات الفلسطينيين أمس أمام وداخل منزل وائل رجب، القائد في كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في بيت لاهيا شمال قطاع غزة بعدما هدد جيش الاحتلال الإسرائيلي بتدميره.
في هذه الأثناء، وصفت مفوّضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان لويز أربور قطاع غزة بأنه يعاني من انتهاكات «جسيمة» في مجال حقوق الإنسان، وقالت «لا بدّ من الاستجابة إلى مطلب حماية المدنيين».


أعلن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد عن مسعى تقوم به بلاده لعقد اجتماع للفصائل الفلسطينية في دمشق.
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أمس أن المقداد قال، خلال محاضرة ألقاها مساء أول من أمس في مدينة طرطوس، إن سوريا “تدعو لمنع الاقتتال بين الفلسطينيين”.
(يو بي آي)