يحيى دبوق
مطالبات عسكرية بعدوان واسع على القطاع يرفضها حالوتس

يبدو أن الخلافات في الحكومة الاسرائيلية بدأت تطفو على السطح وتظهر الشرخ القائم بين اطرافها، من دون أن تعني فضّاً للوفاق بينها في المرحلة الحالية، بعدما منع رئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود أولمرت وزير دفاعه عامير بيرتس من الاجتماع برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن)، وسط خلافات نشبت بينهما وتراشق حاد في الاتهامات، وتأكيد رئيس الاركان دان حالوتس رفضه لدعوات ضباط في الجيش إلى شن حملة عسكرية واسعة النطاق على قطاع غزة.
وأشارت تقارير إعلامية اسرائيلية امس، إلى ان الخلاف نشأ بين الطرفين بعد إجراء بيرتس محادثة هاتفية مع عباس من دون علم اولمرت، طالبه فيها بالعمل على وقف اطلاق صواريخ «القسام»، وهو ما أثار حفيظة رئيس الوزراء لعدم تنسيق المسألة معه ومع وزيرة الخارجية تسيبي ليفني.
وأفاد موقع صحيفة «هآرتس» على الانترنت بأن بيرتس طرح مرات عديدة أمام أولمرت طلباًَ للقاء عباس، لكن رئيس الوزراء رفضها جميعاً قائلاً «لا أحد يلتقي أبو مازن قبلي».
وكشف مراسل صحيفة «يديعوت احرونوت» أن اولمرت طلب من بيرتس صرف النظر عن الموضوع، بعدما أطلعه على تفاصيل المكالمة الهاتفية التي اجراها مع عباس الذي «يقترح وقف نار متبادلاً، وأنا أقترح أن ندرس الامر بإيجابية».
وقالت الصحيفة إن اولمرت اجاب بيرتس «يا عامير، أطلب اليك ألّا تشغل في ذلك، فوقف اطلاق النار نقرره معاً، أنا وأنت ووزيرة الخارجية، ونأتي بالقرار الى الحكومة، فوقف اطلاق النار لا يتقرر في مكالمة هاتفية من دقيقتين». عندها انفجر بيرتس غاضباً بوجه اولمرت وقال له: «انا مسؤول ليس فقط عن ارتفاع اللهيب بل وأيضاً عن المحاولة لإطفاء الحريق الذي يندلع بيننا وبين الفلسطينيين. لست فقط وزيراً للتصفيات، أنا أقف على رأس حزب يتبنى المفاوضات مع الفلسطينيين والسعي الى حل سياسي للمواجهة بين الشعبين».
ورأت مصادر في مكتب اولمرت، أن ما فعله بيرتس يُعدّ استغلالاً «لمحادثة هاتفية لا اهمية لها مع ابو مازن، من اجل اثارة الانطباع في وسائل الإعلام بأن اولمرت أفشل خطوة لوقف اطلاق النار». وأضافت أن «وقف اطلاق النار بين اسرائيل والسلطة (الفلسطينية) لا يُتفق عليه في خمس ثوانٍ في الرواق، بل في بحث منظم تشارك فيه وزارة الخارجية والمؤسسة الامنية برمتها».
في هذا الوقت، قال حالوتس إنه «يجب استنفاد خيارات عديدة قبل الخروج في حملة عسكرية واسعة في قطاع غزة»، مضيفاً أن «خيار استخدام القوة ليس الخيار الأول، فيجب أن نسأل أنفسنا ماذا سيحدث في اليوم التالي»، مشيراً إلى أنه «سيُعثر على الحل لمنع إطلاق الصواريخ، لكن يجب العمل بتعقل والحفاظ على معايير الأخلاق في الصراع مع الفلسطينيين».
وكان ضابط رفيع المستوى في قيادة المنطقة الجنوبية قد قال في وقت سابق لصحيفة «يديعوت احرونوت»، تعليقاً على تواصل إطلاق «القسام» على مستوطنة سديروت، انه «لا بد من تنفيذ حملة عسكرية واسعة في غزة، ومن الافضل لمثل هذه الحملة أن تخرج الى حيز التنفيذ بينما التفوق النسبي في أيدينا، لا بعد أن تتسلح حماس وتصبح كحزب الله، ويتآكل تفوق الجيش الاسرائيلي».
وأشارت الصحيفة الى أن الجيش الاسرائيلي يقدّر أن «نار القسام أصبحت أكثر دقة وأكثر فتكاً، بعدما زادت منظمات الارهاب من حجم الرأس المتفجر وأدخلت سلسلة من التطويرات على الصاروخ، وخلال اشهر ستصبح صواريخ القسام أكثر فتكاً ودقة».
وقال مصدر عسكري رفيع المستوى إن «قيادة المنطقة (الجنوبية) قلقة مما يسميه الجيش بناء القوة الفلسطينية، أي وتيرة التسلح لدى منظمات الارهاب من خلال تهريب الوسائل القتالية عبر رفح». وتابع أن «الحل ينبغي ان يكون بحملة واسعة النطاق تمنع استمرار ادخال الوسائل القتالية من محور فيلادلفيا الى القطاع».