يحيى دبوق
تسعى الاستخبارات الإسرائيلية إلى الدفع باتجاه شن عدوان واسع على قطاع غزة، “خشية انتقال نموذج حزب الله” إليه، مستندة إلى تطوير المقاومة صواريخ طويلة المدى، وهو ما أكدته “كتائب عز الدين القسام”، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
ورأت مصادر رفيعة المستوى في جيش الاحتلال، أن “وقف إطلاق النار مع الفلسطينيين في غزة سيكون كارثة عظيمة ذات انعكاسات بعيدة المدى”. وترتكز في ذلك على تقدير مفاده أنه “ما بين نصف عام حتى عام سنجد نسخة قاتلة حديثة عن حزب الله على بعد خمسة عشر كيلومتراً من عسقلان، وعندها سيكون الوقت قد اصبح متأخراً”.
وترى المصادر نفسها أن أي وقف لإطلاق النار سيسمح لـ“حماس” بمواصلة عملية مراكمة القوة، وستضطر إسرائيل إلى النظر من بعيد وهي مكتوفة الأيدي. وتخلص إلى أنه “لا مفر، ومن غير الممكن التملّص والهرب والتأجيل، إذا كنا نريد أخذ العبر مما حصل في الشمال، يجب ألا ندع هذا يحدث. ينبغي تنفيذ عملية عسكرية حقيقية، واسعة النطاق والآن”.
وللتأكيد على قرب الخطر، عرضت المصادر معطيات تفيد بأن الصواريخ الاخيرة التي اطلقتها فصائل المقاومة على سديروت “دقيقة جداً، وذات مدى طويل جداً وقاتلة جداً”. ورأت أن ذلك ليس “سوى البداية”.
وتدعم هذه الجهات تقديراتها بمعلومات استخبارية تفيد بأن فصائل المقاومة الفلسطينية “تحصل على الكثير من التكنولوجيا والوسائل القتالية”.
في المقابل، يقلّل المستوى السياسي من التقديرات التحذيرية للجيش. الا أن صحيفة “معاريف” افادت بأن جيش الاحتلال استطاع بعد نقاش طويل “إقناع (وزير الدفاع عامير) بيرتس بضرورة تنفيذ عملية عسكرية”.
وفي هذا السياق، نقلت صحيفة “يديعوت احرونوت” عن مصادر اسرائيلية قولها إن الصناعة العسكرية لـ“حماس” في قطاع غزة تستعد لإنتاج صواريخ مشابهة لصواريخ الكاتيوشا بقطر 122 ملليمتراً، يصل مداها إلى 20 كيلومتراً. وسيكون في وسع هذه الصواريخ الانطلاق من بيت حانون والوصول إلى أطراف “كريات غات”، وتغطي كل منطقة عسقلان.
وأشارت الصحيفة إلى أن معلومات تجمّعت لدى الاجهزة الامنية الاسرائيلية، تفيد بأن مهندسي “حماس” مشغولون بدراسة مكثفة لبناء خط انتاج للصواريخ في قطاع غزة، مشيرة إلى أنهم يستفيدون من صواريخ “الغراد”، التي هُرّبت إلى القطاع، حيث يفككونها ويدرسون اجهزتها. ووفقاً لما هو مخطط له، ستحل الصواريخ الجديدة محل صواريخ “القسام” التي تنتجها “حماس”.
وتوقعت الصحيفة أن تظهر هذه الصواريخ في القطاع في غضون بضعة اشهر. ويجري الحديث عن صاروخ مداه ضعف مدى “القسام”، ووزن رأسه المتفجر يصل إلى 5 كيلوغرامات من المواد المتفجرة، بالقياس إلى كيلوغرام واحد يستطيع “القسام” حملها.
وفي هذا السياق، أكد الناطق باسم “كتائب عز الدين القسام” أبو عبيدة، أمس، التقارير الاسرائيلية، وقال لوكالة “معاً” المستقلة للأنباء، إن الكتائب ستنتج صواريخ “قسام” مطورة “ستستعمل في الوقت المناسب لتصل إلى قلب مدينة عسقلان وإلى مناطق أخرى داخل أراضي 48”.
ونفى أبو عبيدة استخدام “الغراد”، قائلاً إن “الصواريخ المستخدمة حالياً يبلغ مداها بين 8 و11.5 كيلومتراً، وتتميز بدقة توجيه عالية بلغت 90 في المئة، رغم أن التوجيه يدويّ”.
وكشف أبو عبيدة أن “فصيله يعرف أهدافه داخل البلدات المحاذية لقطاع غزة بدقة”، وأنه “يعمل على تطوير صاروخ القسام باستمرار”، مشدداً على أن “كل الصواريخ منذ البداية حتى اليوم هي صواريخ مصنعة محلياً، وليست مستوردة”.
وقال “إن (كتائب) القسام لا تستعمل صواريخ مهربة إلى القطاع، وإنها تصنع صواريخها محلياً ويدوياً، كما تستخدم أساليب مبتكرة وحديثة في آلية توجيهها إلى الأهداف الإسرائيلية”. وتابع “استغنينا عن مادة “تي أن تي” الدولية واستعضنا عنها بمواد مصنعة محلياً وتوازي كفاءتها التفجيرية”.