strong>علي حيدر
يخطط جيش الاحتلال الإسرائيلي لزيادة تدريب وحداته النظامية ووحدات الاحتياط بأكثر من 30 في المئة بالمقارنة مع السنوات الأخيرة، وزيادة الموازنة المخصصة لهذه الغاية، وتأهيل المستوى العسكري القيادي، وتحسين التجهيزات الفردية للجنود، وتأليف «كتيبة حمراء» عديدها من المجندات لتؤدي دور العدو (أي حزب الله) خلال التدريبات.
وقدم قائد القوات البرية في الجيش الإسرائيلي، اللواء بيني غينتس، إلى رئيس الأركان دان حالوتس، وثيقة شاملة تجمع خلاصات ما توصلت إليه 56 لجنة تحقيق ألّفها حالوتس للتحقيق في إخفاقات العدوان على لبنان. وإلى جانب الدعوة الجارفة إلى زيادة وتيرة التدريبات وتأهيل كبار قادة الجيش، تضمنت توصيات غيتس أيضاً، بحسب «معاريف»، «تعليمات مفرحة لجنود الاحتياط تتعلق بالتجهيزات الفردية التي يحملها كل جندي مثل نوعية البنادق وعبوات المياه وحقائب الظهر».
وبحسب «معاريف»، فإن التحقيقات في أحداث الحرب عرضت معطيات صعبة إزاء حالة الجهوزية والتدريبات لدى القوات البرية، إلى درجة أن الأهمال طال جميع الجنود. وجزم التحقيق بأن «ثمة مشكلة على مستوى مهارة الفرد، في الأطر المختلفة، وعلى مستوى القيادات وتدريب القادة». وحاول التقرير التخفيف من وطأة هذا الواقع وشدته بقوله إن «الأمر لا يتعلق بسوء العقيدة القتالية بل بقلة التدريب».
ووفق «معاريف»، فإن قلة التدريب هذه تنبع بدورها، في شكل غير مباشر، من التقليص الذي طال الموازنة. ففي عام 2005، كانت موازنة التدريبات في سلاح البر نحو 767 مليون شيكل. وفي السنة الجارية، تراجعت الموازنة بأكثر من 200 مليون شيكل. ولتفادي هذه المشكلة، قرر غينتس وقف هذا التراجع، مطالباً بأن تصل موازنة التدريب في عام 2007 إلى 880 مليون شيكل، مع زيادة عدد أيام التدريب بنسبة تراوح بين 30 و40 في المئة قياساً بالسنة الماضية.
وتطرقت الوثيقة أيضاً إلى تراجع المستوى القتالي لكبار القادة وتراجع أدائهم، فاعتبرت أنه بعد سنوات من عدم إجراء عمليات تأهيل لقادة الفرق ومن تراجع وتيرة تدريب قادة الألوية، ستنفّذ عمليات تأهيل مناسبة من أجل إنعاش نظريات القتال وغيرها من القضايا الرئيسية. وتقرر منع تكليف القادة إشغال مناصب مزدوجة.
وأضافت «معاريف» انه على رغم أن الوثيقة تركز كثيراًَ على تحسين الأداء العسكري الشامل، إلا أن المقاتل الفرد نال نصيبه من التحسين أيضاً، إذ تقرر استبدال ثلاثين ألف بندقية من طراز «إم 16»، ببنادق من الطراز نفسه، لكنها أصغر حجماً، وذلك في أعقاب ما أظهرته التحقيقات من أن الجنود فضلوا استخدام هذا النوع من البنادق أثناء القتال في مناطق مأهولة ومكتظة. وتضمنت الوثيقة مبادرة لافتة تتمثل في إقامة «كتيبة حمراء». والمقصود محاكاة الفكرة الموجودة في الجيش الأميركي التي تهدف إلى إعداد وحدة لخوض حروب مع كتائب الجيش الإسرائيلي خلال التدريبات، بحيث يكون دور «الكتيبة الحمراء» أداء دور «العدو» في التدريبات، وذلك بهدف «تكوين قوة ثابتة تعمل بموجب النظريات القتالية المتبعة في الجيوش والمنظمات المعادية».
وبحسب «معاريف»، فإن الوحدة المذكورة ستتألف من مجندات مهمتهن محاكاة مقاتلي حزب الله وفقاً للأنماط القتالية التي يتبعها الحزب. وستخضع المجندات لتدريبات في حرب العصابات تشمل أيضاً تشغيل الصواريخ المضادة للدروع وتقنيات الاختفاء في الأرض، وسيحصلن على بدلات عسكرية مرقطة (خلافاً للتي يستخدمها الجيش الإسرائيلي) ومعدات تمويه وأسلحة مثيلة للتي يستخدمها الحزب.
ووفقاً لمصدر عسكري رفيع المستوى، ستُأهّل مقاتلات الوحدة الجديدة، كمقاتلات في سلاح مدرعات الجيش السوري ومشاته أيضاً، وكذلك كمخربين فلسطينيين ومقاتلين في وحدات الشرطة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.