مهدي السيد
تبحث اسرائيل عن بصيص امل تطرحه امام الجمهور الاسرائيلي كأجابة على معضلة الصواريخ، رغم اقرار المؤسسة العسكرية الاسرائيلية بان ايجاد حل عسكري يعترض صواريخ بدائية ك «القسام»، او حتى اكثر تطورا ك «الكاتيوشا»، هو حل اقل ما يقال فيه انه صعب المنال وغير قابل للتطبيق على المدى المنظور.
وذكرت صحيفة «هآرتس» امس، تحت عنوان "شركة سلاح اميركية: طورنا مدفعا قادرا على اسقاط صواريخ القسام والكاتيوشا"، أن شركة "لوكهيد مارتين" الاميركية قد احرزت تقدما في منظومة الدفاع الجوي التي تعمل على تطويرها، الامر الذي يشكل اجابة على القسام والكاتيوشا".
واشارت الصحيفة الى ان المنظومة الأميركية المسماة "سكاي شيلد " ( درع السماء) "مخصصة للحماية من الطائرات والمروحيات والطائرات غير المأهولة وتتعلق بمدفع يطلق قذائف تنفجر بالقرب من الهدف، ويبلغ ثمنها 15 مليون دولار".
وتابعت «هآرتس» إن "الشركة اجرت اخيرا تجارب على المنظومة بشكل يتم تشغيلها ضد الصواريخ وقذائف الهاون، واستطاع المدفع خلال التجربة ان يفجر رؤوسا حربية لاسحلة مختلفة تعمل على الرمي القوسي، من بينها صواريخ قسام وكاتيوشا"، لكنها عادت واستدركت بالقول إن "الصواريخ التي تم اسقاطها لم تكن في مرحلة الطيران، وبالتالي لا تتعلق المسألة بعملية اسقاط، رغم كونهم في الشركة متفائلين من احتمال ان توفر هذه المنظومة اجابة مضادة للصواريخ".
وركزت صحيفة "معاريف"، من جهتها، التي ابرزت ايضا "الانجاز" الاميركي، على الية عمل المنظومة، قائلة إن "كل قذيفة يطلقها المدفع تنشطر الى 152 مقذوفة صغيرة تنتشر في منطقة الهدف، وتحدث غيمة من الشظايا". واضافت انها "تشتمل على رادار لتشخيص الاجسام المشبوهة في الجو، مربوط بمدفعين يطلقان قذائف بوتيرة عالية جدا، يبلغ قطريهما 35 مليمترا". لكن التحدي الذي يواجه الشركة، هو "كيفية تجميع المقذوفات الصغيرة بحيث يصغر حجم القذيفة مع الابقاء على فاعليتها".
وفي السياق نفسه، أفادت "معاريف" أن وزير الدفاع الإسرائيلي عامير بيرتس،طلب من مسؤولين رفيعي المستوى في وزارة الدفاع، وعلى رأسهم المدير العام للوزارة غابي أشكنازي، تسريع تطوير منظومة اعتراضية ضد الصواريخ القصيرة المدى. وبحسب الصحيفة فإن بيرتس "سيعقد خلال أسبوعين بحثا حاسما سيتقرر فيه أيا من المنظومات المتنافسة ستحظى بدعم الوزارة المالي لتطويرها في إطار مشروع يسمى قبة الحديد".
ونقلت الصحيفة نفسها عن مصدر مقرب من بيرتس قوله إن "منظومة كهذه من شأنها أن تمنح المستوى السياسي إمكان اتخاذ قرارات وهو متحرر من كثير من الضغوط". وأضاف بيرتس "عندما ينتهي تطوير المنظومة، يمكن أن ننفذ مسارا أحاديا حيال الفلسطينيين على شاكلة الإنطواء، من دون خشية".