علي حيدرمصرّة على استمرار احتلالها للغجر... ولو لأسابيع

أعلن وزير البنى التحتية الإسرائيلي بنيامين بن أليعزر أمس أن إسرائيل ستوافق على إجراء مفاوضات مع سوريا في حال توجيه دمشق طلباً رسمياً بذلك، ودعا، في الوقت نفسه، الدولة العبرية الى الاستعداد للحرب المقبلة، فيما أعلن جيش الاحتلال ان سلاح الطيران سيواصل التحليق في الاجواء اللبنانية بهدف منع تدفق السلاح الى حزب الله وجمع المعلومات الاستخبارية وإعادة الجنديين الأسيرين.
وقال بن أليعزر، في حديث لإذاعة الجيش الإسرائيلي، إن «رئيس الوزراء إيهود أولمرت سيوافق على إجراء مفاوضات من دون شروط مسبقة، شريطة التعهد بالاعتراف بوجود دولة إسرائيل».
وكان أولمرت قد أعلن الأسبوع الماضي أن أي «مفاوضات مع سوريا ليست واقعية» في الفترة الراهنة، معتبراً أن «سوريا هي عاصمة الإرهاب ضد إسرائيل».
وأضاف بن أليعزر أنه «يجب الأخذ بالحسبان أيضاً التهديدات بتنفيذ هجوم، التي أطلقها الرئيس السوري بشار الأسد ضد إسرائيل والاستعداد لها بصورة جدية».
وكان بن أليعزر قد توقع تجدد الحرب بين إسرائيل وحزب الله خلال أشهر.
ودعا بن أليعزر الى العمل لترميم قوة الجيش الإسرائيلي بأسرع وقت ممكن وإعداد الجبهة الداخلية الإسرائيلية استعداداً لنشوب الحرب الجديدة، مشيراً إلى أنه «لا يجب الاستهتار بتهديدات حزب الله» باعتبار أن وجود الجيش اللبناني في جنوب لبنان «لن يضمن أمن إسرائيل». وأوضح انه عندما يعلم حزب الله باستعدادات جيش الاحتلال، عندئذ «سيتلاشى فرحه بالانتصار».
وتطرق بن أليعزر أيضاً الى مسألة استقالة قائد المنطقة الشمالية اللواء أودي آدم، داعياً «ضباطاً آخرين» الى ان يحذوا حذو آدم «والاستقالة من مناصبهم».
وتناول بن أليعزر الوضع على الساحة الفلسطينية والاقتتال الداخلي بين حركتي فتح وحماس وقال «آمل أن تتطور الأمور في اتجاه ايجابي بالنسبة إلى إسرائيل وأن تتغلب حركة فتح في هذه المواجهات» على حركة حماس. ودعا اسرائيل الى تقديم الدعم لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، مشيراً إلى أنه «خلال سنوات اعتقدت بأن على إسرائيل أن تساعد أبو مازن بشكل مباشر، لأنه من الضروري أن ندعم الأصوات المعتدلة».
من جهة أخرى، اعتبر ضابط رفيع المستوى في الجيش الاسرائيلي أن حزب الله في هذه الأيام لا يجرؤ على مقاتلة إسرائيل.
وقالت مصادر في جيش الاحتلال إنه «ليس لإسرائيل أية طموحات جغرافية في لبنان، وعليه ففي أول فرصة ستخرج القوات الإسرائيلية من الجزء الشمالي لقرية الغجر، شرط أن تنتشر قوة من اليونيفيل في القرية»، مشيرة إلى أن هذه العملية قد تستمر أسابيع.
ويبدو انهم في اسرائيل يراهنون على تقييد حركة حزب الله جراء الحملات السياسية والاعلامية التي يتعرض لها في الداخل اللبناني. وقالت صحيفة «معاريف» «أيضاً في لبنان، يقدّرون أن حزب الله سيجد صعوبة بالغة في تنفيذ تهديداته على المدى القريب، إذ يتعرض... لحملة جماهيرية عارمة، وضعته في موضع سخرية أمام الجمهور اللبناني. وفي هذا الإطار طُلب من حزب الله أن يوضح لماذا يصف هذه المعركة بالانتصار، على رغم أنها تسببت بدمار كبير وجلبت وجوداً جديداً لجيوش أجنبية».
وتحدثت «معاريف» عن أجواء حذرة تسود اسرائيل جراء الخشية من «عدم نجاح الجيش الاسرائيلي في الوصول الى تفاهمات وإجراءات عملية مشتركة مع اليونيفيل والجيش اللبناني لأنه قد يؤدي مستقبلاً الى احتكاكات بين الجيش الاسرائيلي والسكان اللبنانيين الذين يريدون التظاهر بالقرب من السياج الحدودي».
وأعرب مصدر عسكري اسرائيلي عن إصرار اسرائيل على التوصل الى تفاهمات واضحة في شأن تفريق قوات اليونيفل والجيش اللبناني للتظاهرات بالقرب من السياج، لأن اصابة مدنيين لبنانيين جراء حوادث قد تقع مع الجيش الاسرائيلي، قد تؤدي الى اعادة «تسخين القطاع وربما الى استئناف القتال».
وأعلن الجيش الاسرائيلي ان سلاح الطيران سيواصل تحليقه في الاجواء اللبنانية على رغم انسحاب قواته البرية، بهدف جمع المعلومات الاستخبارية. وعلى رغم ان القرار 1701 يحدد ان على اسرائيل التوقف عن تحليق طائراتها في الأجواء اللبنانية، لكن مصادر أمنية اسرائيلية تشير الى ان مواد أخرى في القرار نفسه تقول إنها لم تُنفّذ. وبحسب هذه المصادر، سيستمر التحليق الى حين اعادة الجنديين المخطوفين وفرض نظام رقابة على تدفق السلاح عبر الحدود السورية اللبنانية، وفقاً لما يقتضيه القرار المذكور.
واعتبرت المتحدثة باسم الحكومة الاسرائيلية، ميري ايزن، ان التحليق هو من أجل ضمان عدم وصول السلاح الى حزب الله من جهة سوريا، مشيرة إلى أن «اعادة الانتشار على الحدود مع لبنان لا يمنع اسرائيل من حقها في الدفاع عن نفسها، والمساعدة في فرض حظر السلاح على حزب الله، وبشكل خاص عندما يتعلق الأمر بالحدود السورية اللبنانية».