حيفا ــ فراس الخطيب
كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الاسرائيلية أمس معلومات جديدة وردت في التحقيقات الداخلية التي يجريها الجيش الاسرائيلي لفحص الإخفاقات العسكرية في حرب لبنان، تبيّن منها أنّ قائدي لواءي «ناحل» و«المدرعات» جلسا واحداً إلى جانب الآخر في غرفة الحرب أثناء معركة «وادي السلوقي» في الايام الأخيرة للحرب، إلا أنَّ التنسيق بينهما كان «معدوماً» حيث دخلت الدبابات الاسرائيلية إلى عمق الوادي من دون علم قادة لواء «ناحل» (الذي يفحص المنطقة قبل دخول الدبابات). ولم تصل قادة اللواء معلومات عن دخول فرقة المدرعات. كل هذا والقائدان يديران لواءيهما من الغرفة نفسهاوجرى التحقيق في الوحدة 162، وتركّز في لواءين كبيرين في الجيش الاسرائيلي: لواء «ناحل» ولواء الدبابات 401. ويتركز الجزء الاكبر من التحقيق على مواجهات الغندورية، التي دمّرت خلالها المقاومة عشر دبابات «ميركافا» اسرائيلية من الجيل الرابع اثناء المرور عبر «وادي السلوقي». ويظهر التحقيق، بحسب الصحيفة، «صورة قاتمة وانعدام تنسيق بين لواء ناحل ولواء الدبابات».
ومن الناحية الزمنية، يركز التحقيق على الأيام الأخيرة للحرب، هذه الايام التي لا تزال تثير جدلاً في إسرائيل. فقد بعثت القيادة العسكرية الاسرائيلية، في حينه، قوة «ناحل» إلى ساحة المواجهات قبل دخول الدبابات من أجل «تأمين» المنطقة و«تنظيفها» كي تمر الدبابات الاسرائيلية منها. وتبيّن من التحقيق أن الدبابات دخلت من دون علم «ناحل» التي لم تؤمّن للدبابات مساراً. وقام مقاومو حزب الله، في المقابل، بضرب الدبابات الاسرائيلية بصواريخ مضادة للدروع. وحصل هذا الإخفاق في وقت جلس فيه قائدا «ناحل» و«الدبابات»، الجنرال موطي كيدور (قائد اللواء 401)، والجنرال ميكي ادليشطاين (قائد لواء «ناحل»)، في بيت واحد في قرية القنطرة في الجنوب وأدارا المعركة من هناك.
وأشار ضباط الكتائب الأولى من لواء «ناحل»، التي قطعت الوادي بداية، الى «انعدام التنسيق بين اللواءين». ولم يكن واضحاً بالنسبة إليهم لأي هدف دخلت القوات إلى تلك المنطقة. وقال أحد قادة الكتائب انه «لا يعرف أبداً أن اللواء 401 قام بالهجوم».
وكشف التحقيق عن إخفاقات في لواء الدبابات ودخولها الى تلك المنطقة. وكانت هذه الدبابات تحت مسؤولية قائد اللواء 401. ويقول التحقيق ان الجيش الاسرائيلي يحافظ على «قوانين» للدخول من ساحة مواجهة إلى أخرى. لكنه لم يحافظ عليها في «وادي السلوقي». وأوضح مسؤول عسكري لـ«يديعوت احرونوت»، ان هذه العملية كان عليها ان تتم بقائد واحد ليس أكثر، مشيراً إلى أنّ «انعدام التنسيق بين اللواءين يصرخ الى السماء نتيجة وجود قائدي اللواءين في الغرفة نفسها».
ويشكِّل التحقيق في أحداث «وادي السلوقي» محوراً أساسياً في التحقيقات التي يجريها الجيش الإسرائيلي عن الإخفاقات في تلك الحرب. ويتوقع ان تقدم لقائد الأركان توصيات أولية بحلول أواسط الشهر الجاري للاطلاع عليها.
ويذكر أن مواجهات «وادي السلوقي» كانت من اكبر «المفاجآت» للإسرائيليين، بحسب «يديعوت أحرونوت». وخرج الجنود الاسرائيليون «مهزوزين» بشكل كبير. وقال أحد الجنود للصحيفة، بعد الخروج من الوادي مباشرةً، «ظننا أنّنا دخلنا وادي السلوقي بعدما تم تنظيف الميدان كلياً. لكن فجأة، خرج مقاتلو حزب الله من المخابئ. أطلقوا علينا صواريخ مضادة للدروع من كل صوب وكأنهم في مذبح. لم نعرف كم عددهم. وعندما دُمرت الدبابة الاولى فهمنا أنّ الكابوس قد بدأ. وعلينا ان نفهم أنّ الصاروخ الاول الذي يصيب ليس هو الصاروخ الخطر بل الصواريخ المقبلة من بعده. وأنت تصلي فقط من اجل أن تنتهي هذه المشاهد، وأن يتوقف ضرب الصواريخ وأن تسمع في جهاز اللاسلكي أنّ كل شيء على ما يرام. وأنّ أحداً من الزملاء لم يصب بأذى، لكن هذا لم يكن».