يحيى دبوق
تفاصيل «اللقاء السري» بين رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت والشخصية السعودية المُرجح أن تكون رئيس مجلس الأمن القومي في المملكة الأمير بندر بن سلطان، لا تزال مثار تسريبات في الصحافة الإسرائيلية، حيث كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن اللقاء تم في أحد القصور الملكية الأردنية وتناول الملف النووي الإيراني ومقاطعة حكومة «حماس».
ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى أوضحت أنها اطلعت أخيراً على تفاصيل تتعلق باللقاء ومضمونه، قولها إن «مكان عقده كان في القصر الملكي في العاصمة الأردنية عمان، حيث انتقل أولمرت ووفد مرافق إلى هناك على متن مروحية تابعة لسلاح الجو الملكي في ظلمة إحدى الليالي».
وأفادت الصحيفة أن عرّابي اللقاء هما رئيس الموساد الإسرائيلي مئير دغان والملك الأردني عبد الله الثاني الذي استقبل الوفد الإسرائيلي على مهبط الطائرة. وضم الوفد الإسرائيلي، إلى دغان، رئيس طاقم مكتب أولمرت يورام توربوفيتش، وسكرتيره العسكري اللواء غادي شمني.
وذكرت الصحيفة أن اللقاء مع المسؤول السعودي عقد في إطار وليمة مسائية متأخرة. وبحث المجتمعون مواضيع عديدة، كان أبرزها «التهديد الذي تفرضه إيران في ضوء محاولاتها التزود بسلاح نووي، ونشر الإرهاب الشيعي في منطقة الشرق الأوسط».
وأشارت الصحيفة إلى توصّل أطراف الاجتماع إلى «تفاهم» يقضي بوجوب استمرار التعاون الاستخباري السري لمواجهة التهديدات الإيرانية. وتطرق المجتمعون إلى الوضع الفلسطيني، حيث عرض أولمرت وجهة نظره التي تقول «ما دامت حكومة حماس تدير الأمور، فإن حصول تقدم سياسي والوصول إلى انطلاقة في المفاوضات لن يكونا ممكنين». وبحسب الصحيفة، أعرب الملك الأردني عن موافقته على تصوّر أولمرت.
وأكد مراسل «يديعوت أحرونوت»، شمعون شيفر، أن الإدارة الأميركية «كانت شريكة في التطور الذي طرأ على قناة الحوار السري بين السعودية وإسرائيل»، ورجّح أن يكون أولمرت ووزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس قد تبادلا أثناء لقائهما في القدس المحتلة، الانطباعات حول لقاء عمان.
وأشار شيفر إلى الدور الذي أدّاه دغان في توثيق العلاقات بصورة كبيرة بين إسرائيل وبعض الدول العربية وعلى رأسها السعودية.
ونقل شيفر عن مصادر غربية قولها إن «دغان درج على أن يعرض أمام ضيوفه الهدايا الثمينة، التي منحه إياها ملوك وحكام عرب عربونَ صداقة وتقديراً لجهوده في فتح جسور العلاقات بينهم وبين تل أبيب. ومن هذه الهدايا سيوف مذهّبة ومرصّعة بالأحجار الكريمة».
وختم شيفر تقريره بالقول «لا نعرف ما هي الهدايا التي تم تبادلها بين أولمرت وبين المسؤول السعودي، لكن بحسب ما تقوله مصادر سياسية رفيعة المستوى، فإن رئيس الحكومة عاد إلى البلاد قبل الصباح وهو متشجع جداً من نتائج اللقاء».