صعّد العدوان السعودي عشية الهدنة التي يبدأ سريانها عند الثامنة من مساء اليوم، من عملياته الانتقامية ضد اليمن وشعبه، حيث سجّل طيران التحالف مجزرة جديدة في صنعاء، استخدم فيها للمرة الثانية أسلحة محرمة دولياً، بحسب مصادر طبية ومحلية. وبينما يزداد «الجنون السعودي» قبل وقف إطلاق النار لخمسة أيام قابلة للتمديد، تتجه الأنظار في اليومين المقبلين إلى الحراك الدبلوماسي الدولي الذي يعوَّل عليه في إيضاح مآلات الحرب المستمرة في اليمن، خصوصاً لقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما بقادة دول الخليج في كامب ديفيد غداً، الذي يسبقه اليوم لقاءٌ بين وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، ونظيره الروسي، سيرغي لافروف في سوتشي الروسية.
وهزت انفجارات قوية الأحياء السكنية المحيطة بجبل نقم في صنعاء، ما أوقع نحو 40 شهيداً وأكثر من 300 جريح معظمهم من النساء والأطفال، بحسب حصيلة أولية لوزارة الصحة أعلنها المتحدث الرسمي باسم الوزارة الدكتور تميم الشامي. وفيما كانت الطائرات تواصل تحليقها، هرعت سيارات الإسعاف إلى حي نقم لنقل الجرحى والشهداء، وهرع الدفاع المدني لإجلاء سكان الحي الذي تضرر بصورةٍ كبيرة جراء الانفجارات. وقال الشامي إن الأطباء أكدوا وجود تشابه في حالات الجرحى جراء قصف اليوم وجرحى حي عطان الذي ثبت أن السعودية استخدمت أسلحة عنقودية محرمة بحسب منظمة العفو الدولية.
«أنصار الله»: الجرح بيننا وبين السعودية لن يمكن تضميده في عشرات السنين

من جهةٍ أخرى، تمكّنت قوات الدفاع الجوي اليمني، من إسقاط طائرة حربية في منطقة نشور التابعة لمديرية الصفراء بمحافظة صعدة، وهو ما أكدته القوات المسلحة المغربية التي تحدثت صباح أمس عن فقدان طائرة مقاتلة من طراز «أف 16» كانت تشارك في عمليات العدوان السعودي على اليمن، وهو الإنجاز الثاني للدفاع الجوي اليمني بعد إسقاط طائرة أباتشي سعودية قبل أيام في البقع الحدودية. وأعلنت «أنصار الله» إسقاط طائرة حربية تابعة للتحالف، وقالت قناة «المسيرة» التابعة للحوثيين إن «مضادات القبائل» أسقطت الطائرة في منطقة وادي النشور في صعدة، وبدا العلم المغربي على إحدى قطع الحطام.
وكانت «أنصار الله» قد أدانت يوم أمس، تعرّض منزل الرئيس السابق علي عبد الله صالح للقصف في صنعاء، مؤكدةً التضامن مع «إخوتنا في (حزب) المؤتمر الشعبي العام وفي مقدمتهم الاخ علي عبد الله صالح». وفي بيانٍ صادر عن رئيس المجلس السياسي في «أنصار الله»، صالح الصماد، توجهت الجماعة إلى منتقدي تضامنها مع صالح وحزبه، مؤكدةً أن هذا التضامن نابع من موقفها المماثل من كل أبناء الشعب اليمني. وقالت الجماعة إنها "لا ترضى أن يُستهدف أي طرف خارجي حتى ولو كان الزنداني، وهو من فعل بنا ما فعل، فما بالك أن نتفرج على من وقف في وجه العدوان واستهدف لموقفه الوطني". كذلك، توجه البيان للسعودية قائلاً: «نقول لآل سعود ومن يدور في فلكهم إن عدوانكم قد أوغل في الإجرام وعمّق جرحاً بيننا وبينكم لا يمكن تضميده في عشرات السنين».
وفي ما يتعلق بالهدنة الانسانية التي من المفترض أن تسمح بوصول المساعدات الغذائية والطبية إلى اليمن الواقع تحت كارثة بسبب العدوان والحصار، أكد مجلس الوزراء السعودي أهمية التزام الهدنة، لـ«ضمان تكثيف العمليات الإغاثية وسرعة تقديم المساعدات الإنسانية للشعب اليمني».
جاء هذا خلال الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء، بعد ظهر أمس، حيث نوه الملك سلمان بمواقف الولايات المتحدة الأميركية وتأييدها للمبادرات «الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة»، معرباً عن أمله في أن تسهم مباحثات قادة دول مجلس التعاون المقبلة مع الرئيس باراك أوباما، في «تعزيز العلاقات الوثيقة والتنسيق والتعاون بين الجانبين بما يسهم في توطيد الأمن والاستقرار في المنطقة». كذلك، أعرب الرئيس الجيبوتي عمر جيلة، ووزير الخارجية المصري سامح شكري، في لقاء مشترك عن تطلعهما إلى إتمام الهدنة الإنسانية والتزام الأطراف المعنية بها. وكانت طائرات العدوان السعودي قد قصفت يوم أمس، السجن المركزي في الضالع مساء أمس، وقالت أنباء إن السجن بداخله عناصر من «القاعدة» يُراد تحريرهم. وفي شبوة شنّ طيران التحالف أكثر من 7 غارات على مواقع عسكرية في عتق ومحيطها حيث يسيطر الجيش و«اللجان» على الارض بشكل كامل. أما في تعز، فقد شنّ العدوان مساء أمس غارات استهدفت أحياء سكنية في المرور ووادي الدحي. وأكد «الإعلام الحربي» استشهاد 15 مواطناً وإصابة أكثر من 30 آخرين، كما استهدفت الغارات مدرسه 26 والمعهد الفني وادارة البحث الجنائي. يأتي هذا في وقت تستمر فيه اشتباكات عنيفة في تعز، وورود أنباء عن سقوط العديد من القتلى والجرحى بين صفوف المقاتلين على الجانبين. وفي سياق استهداف العدوان للمعالم الأثرية والتاريخية بعد استهداف جامع الإمام الهادي وباب اليمن في صعدة وآثار تاريخية في زبيد، استهدف الطيران يوم أمس، قلعة القاهرة التاريخية في مدينة تعز أدى إلى سقوط أكثر من 11 جريحاً من المواطنين.
إلى ذلك، تمكن الجيش و«اللجان الشعبية» من السيطرة على مديرية المسيمير وهي من أكبر مدن محافظه لحج.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، الأناضول)




مبادرة علي ناصر محمد: أمن ذاتي وإغاثة... وحوار

تقدم الرئيس السابق لدولة اليمن الجنوبي علي ناصر محمد والزعيم الجنوبي محمد علي أحمد بمبادرة لإيقاف الحرب، بعد قيامهما بجولات عدة على عواصم عربية ولقائهما بشخصيات سياسية، للبحث عن مخرج للأزمة اليمنية.
وتتضمن المبادرة عشر نقاطٍ، تنصّ أولاً على الوقف الفوري للحرب من قبل جميع الأطراف، ثم على «الانسحاب الفوري غير المشروط لوحدات الجيش والميليشيات المسلحة المتحالفة معها من محافظة عدن ومن جميع المحافظات». وتنصّ النقطة الثالثة بالتزامن مع انسحاب الجيش و«أنصار الله»، على «تسليم المحافظات لقيادات عسكرية وأمنية من أبنائها تقوم بحفظ الأمن فيها»، والشروع في إنشاء قوة عسكرية وأمنية لحماية المواطنين. وإلى جانب البدء الفوري في تقديم الإغاثة للمواطنين في كل المحافظات المتضررة، نصّت المبادرة على الإفراج عن جميع المعتقلين، وفي مقدمتهم وزير الدفاع في الحكومة المستقيلة، محمود الصبيحي وزملائه.
وفيما دعت المبادرة إلى إيقاف كل الحملات الإعلامية المتبادلة بين جميع الأطراف وتهيئة الوضع لبدء حوار سياسي لبناء اليمن، طالبت بعودة كل القوى السياسية اليمنية من دون استثناء ومن دون شروط إلى حوار وطني شامل تحت إشراف الأمم المتحدة ومجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي. وتطرّقت المبادرة إلى القضية الجنوبية، معتبرةً أنها يجب أن تكون محوراً أساسياً للمناقشة في أي حوار مقبل «للتوصل الى حل عادل يرتضيه شعب الجنوب ضمن حقه في تقرير مصيره».
(الأخبار)