يحيى دبوق
ماذا بحث رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت ووزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في اجتماعهما المغلق؟
الجواب يكشف عنه مراسل الشؤون السياسية في صحيفة «يديعوت أحرونوت» شمعون شيفر، الذي يروي أن رايس اقترحت على أولمرت، في ختام مأدبة العشاء، احتساء القهوة على انفراد، وهكذا كان في اجتماع مغلق بينهما طال لأكثر من ساعة.
الموضوع الرئيسي الذي تناول البحث كان الجهود الدولية لإعاقة التطوير النووي الايراني، حيث اتفق الجانبان تماماً، وفقاً لشيفر، على «أن الولايات المتحدة وإسرائيل يجب أن ينسّقا حتى آخر التفاصيل في كل ما يتعلق بالتهديد الايراني».
وينقل مراسل «يديعوت»، المعروف بصدقيته العالية في إسرائيل، أن وزيرة الخارجية الأميركية أعربت عن عدم تفاؤلها بنجاح الجهود الدبلوماسية في منع الإيرانيين من التسلح النووي، و«هي تعتقد أنه اذا توصل الرئيس جورج بوش الى استنتاج بأن على اميركا أن تعمل بكل القوة حيال ايران، فإنه سيفعل ذلك حتى وإن كان الرأي العام الاميركي يرفض مثل هذه العملية في ضوء تورط الجيش الاميركي في العراق».
ويضيف الكاتب أنه «يجب الافتراض أن رايس كررت امام اولمرت طلب بوش أن تبقي اسرائيل حالياً معالجة التهديد الايراني لأميركا وأوروبا»، مشيراً إلى أنها تقدّر أنه إذا صار الهجوم على إيران، فإن إسرائيل ستحظى بمظلة حماية جوية من جانب الولايات المتحدة.
ويشير شيفر إلى أن وزيرة الخارجية الأميركية فكّرت بعقد اجتماع لمسؤولين من الدول العربية المعتدلة ضمن مؤتمر إقليمي يضم كلًّا من مصر والأردن ودول الخليج الست، الغاية منه «التلميح لإيران بأن العالم العربي والإسلامي لا يعتزم السماح لها بفرض هيمنتها على المنطقة من خلال السلاح النووي والمنظمات الإرهابية التي ترعاها»، واقترحت، في هذا السياق، على الزعماء العرب الذين التقتهم في إطار جولتها الإقليمية، إجراء مناورات عسكرية مشتركة مع الجيش الأميركي.
وفي هذا السياق، ينقل شيفر موقفاً عدّه «مثيراً للاهتمام»، للسفير الإسرائيلي لدى واشنطن، داني أيالون، الذي شارك في اللقاء، رأى فيه أنه لا ينبغي لإسرائيل التوقيع على حلف دفاعي مع الولايات المتحدة، لأن من شأن هذا الاتفاق أن «يقيّد حرية عمل إسرائيل في الرد على التهديدات والهجمات ضدها»، فضلاً عن أنه «سيمسّ الفرضية الأساس التي تقوم عليها السياسة الأمنية الإسرائيلية التي تقول: لن نطلب أبداً من الأغيار حمايتنا».
أما في الموضوع الفلسطيني، فيروي مراسل «يديعوت» أن رايس رأت أن رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، ذخر ينبغي العمل على تعهده، لأنه «ليس لدينا أحد آخر في المحيط». وردّاً على ذلك كرر أولمرت وعده إياها بلقاء أبو مازن قريباً.