يحيى دبوق
استبعد مسؤولون أمنيون إسرائيليون أمس «حدوث مواجهة عسكرية بين إسرائيل وسوريا، رغم رفع حالة التأهب في صفوف» الجيشين السوري والإسرائيلي في هضبة الجولان المحتل، مضيفين أنه «لا توجد إشارات على أن سوريا ستبادر إلى تنفيذ عملية عسكرية».
وقالت مصادر أمنية إسرائيلية أخرى إن «هناك جهات متطرفة حول (الرئيس بشار) الأسد قد تستغل أقواله لتنفيذ هجمات على طول الحدود مع إسرائيل عند هضبة الجولان»، الأمر الذي يتوافق مع ما أشارت اليه صحيفة «يديعوت أحرونوت»، نقلاً عن مصادر عسكرية اسرائيلية، من أن «الجيش الاسرائيلي يحافظ على مستوى استنفار عال في صفوف قواته عند الحدود مع سوريا، وتتابع قيادة الجبهة الشمالية للجيش بقلق نشاطات التنظيم الشعبي لتحرير الجولان»، الذي قالت الصحيفة إنه «تنظيم جديد قام في سوريا خلال الأسابيع الأخيرة».
وبحسب المصادر الأمنية الإسرائيلية، فإن «الخشية تتعلق بتنفيذ هجوم كبير ضد أهداف إسرائيلية عند الحدود، قد يقود إلى تصعيد من شأنه أن يتطور إلى مواجهة عسكرية بين إسرائيل وسوريا، وهو ما لا تريده إسرائيل»، رغم أن وزير الدفاع الإسرائيلي عامير بيرتس أمر الجيش يوم الخميس الماضي بزيادة اليقظة عند الحدود. ورأت المصادر الأمنية نفسها أن أقوال الأسد رسالة إلى الإدارة الأميركية. وقالت إن «الرئيس السوري تحدث بلهجة قتالية عندما قال إن سوريا مستعدة لمواجهة هجوم اسرائيلي، على أمل تخويف الإدارة الأميركية ودفع الولايات المتحدة إلى تجديد الحوار مع سوريا لمنع التصعيد». وأشار مصدر رفيع المستوى في الجيش الإسرائيلي إلى أن «من شأن الجيش السوري أن يشكل تحدياً للجيش الإسرائيلي، وخصوصاً على ضوء امتلاكه صواريخ طويلة المدى، التي قد تضرب الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وقذائف مضادة للمدرعات... والجيش السوري ليس جيشاً صدئاً». ونقل المراسل السياسي للقناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي تشيكو مناشيه أنهم «في القدس مهتمون جداً بتصريحات الرئيس السوري الذي يعدّ جيشه بناء على عبر حرب لبنان»، مضيفاً أن «للسوريين أهدافاً أخرى تتعلق بإسقاط حكومة (فؤاد) السنيورة، إضافة إلى دق إسفين بين أوروبا وأميركا».
وقال الوزير السابق للخارجية الإسرائيلية سيلفان شالوم (ليكود) إن «على إسرائيل العمل على المستوى الدولي لإرسال رسالة لسوريا تطمئنها بأنها لا تنوي مهاجمتها». وأضاف، خلال مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية العامة أمس، انه «لو كان الرئيس الأسد جدياً في نيّاته، لكان عليه بداية إغلاق مكاتب المنظمات الإرهابية في دمشق ومعسكرات التدريب التابعة لهذه المنظمات».
أما رئيس حزب ميرتس عضو الكنيست يوسي بيلين، فقال من جهته، للإذاعة نفسها، إن «القرار بعدم التنازل عن هضبة الجولان هو تفويت فرصة وفظيع ويفتقر إلى المسؤولية السياسية»، مضيفاً أن «إغلاق مكاتب المنظمات الإرهابية في دمشق لا يجب أن يكون شرطاً لمحادثات بل نتيجة لها».
ودعا رئيس الطاقم السياسي الأمني في وزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس جلعاد إلى «التعامل بجدية مع أقوال الأسد»، مضيفاً أنه «تجب دراسة أقوال زعيم يتم إطلاقها على شكل تهديد، وهناك أهمية كبيرة لأقوال الأسد في المدى البعيد، لكن الآن لا يوجد أي تغيير في الوضع الأمني ولا توجد حالة تأهب قصوى ولا يوجد تهديد محدد».