«يديعوت أحرونوت» ــ شلومو أفنيري
«أنتَ تعرف ما ستفعله في المدى الفوري. أنتَ تعرف ما ستكون عليه ردة الفعل؛ قدّرنا أن تكون ناراً صاروخية. أنا لم أعرف أن (الأمور) ستصل الى حرب ضد حزب الله بمثل هذا النطاق. في ذاك المساء، لم نكن نعرف بعد أننا نسير نحو حرب ضد حزب الله».
هذا ما قاله رئيس الأركان الفريق دان حلوتس في مقابلة شاملة مع «يديعوت احرونوت» عشية يوم الغفران، معلقاً على قرار الحكومة في 12 تموز، الذي تقرر فيه رد الفعل على اختطاف الجنديين وإطلاق نار الكاتيوشا.
وأضاف رئيس الأركان، في السياق نفسه، «في تلك الليلة، ينبغي قول الحقيقة، لم أقدّر، ولا أحد آخر قدّر، حسب علمي، بأن هذا سيصل الى المكان الذي وصل إليه».
وبتعبير آخر: الجيش لم يقدّّر أن الاقتراح الذي رفعه الى الحكومة وأُقر فيها، معناه الحرب. لا الجيش، ولا الحكومة، قرّروا في 12 تموز الحرب، أو فكروا بأن العمليات التي قرروها ستؤدي الى حرب. لقد استُدرجنا إلى هذه الحرب.
أدت تقديرات مغلوطة، للمرة الأولى في تاريخ اسرائيل، من الجيش ومن الحكومة، الى حرب لم تكن هناك نية للدخول اليها، ولهذا لم تجرِ الاستعدادات اللازمة لها. وبخفة رأي، وحسب تقديرات مغلوطة ومضللة، جرّ الجيش الدولة الى حرب لم يتوقعها ولم يخطط لها ولم يرغب فيها.
بعد هذه الأقوال، ليس ثمة حاجة فعلاً الى التحقيق في مسألة اتخاذ القرارات: شهادة رئيس الأركان كافية. في كل دولة أخرى، كال رئيس أركان يجر دولته الى حرب لم يتوقعها، لم يستشرفها، ولم يخطط لها، سيستقيل. كيف يمكن ائتمان من أخطأ بهذا القدر مرة واحدة في تقدير الوضع وفي التروي الفكري؟ كيف يمكن ائتمانه على مواصلة قيادة الجيش الاسرائيلي، ولا سيما عندما يكون هو نفسه لا يفهم معنى خطئه؟
بالطبع لو كان في رئاسة الحكومة ووزارة الدفاع وزيران ذوا تجربة عسكرية وأمنية، لكانا عرفا كيف يسألان رئيس الأركان اذا كان ما يقترحه من شأنه أن يجر الدولة الى حرب. ولما لم يكن رئيس الوزراء ووزير الدفاع يملكان مثل هذه التجربة - فلم يعرفا كيف يسألان، وبالفعل لم يسألا. والنتائج أمامنا.