محمد بدير

قرر طاقم «الإحباط السياسي» للمشروع النووي الإيراني برئاسة رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، عدم تأييد أي عملية عسكرية (إسرائيلية) ضد الأهداف النووية الإيرانية ومواصلة الضغط على المجموعة الدولية لفرض عقوبات على طهران.
وقال أولمرت، خلال جلسة التشاور التي شارك فيها خمسة وزراء وقادة أجهزة الاستخبارات ورئيس هيئة الأركان دان حالوتس، «سندعم الجهود السياسية التي يقودها المجتمع الدولي من أجل إحباط الخطة النووية الإيرانية». وأضاف أن التجربة النووية التي أجرتها كوريا الشمالية تزيد المشكلة الإيرانية حدة «وتحوّلها الى مشكلة يجب التعامل معها في أسرع وقت ممكن». وأوضح أن الجهد السياسي لإحباط المشروع النووي الإيراني يُقاد من قبل المجتمع الدولي، وإسرائيل تؤيد المسارات التي ستُتخذ في مجلس الأمن ضمن إطار فرض العقوبات على إيران وعدم الاستجابة لاقتراح حل وسط يسمح لإيران باستمرار دفع مشروعها النووي.
وطُرح خلال جلسة الطاقم موقف روسيا الذي كبح حتى اليوم الجهد الأميركي لفرض عقوبات على إيران. وفي هذا السياق، سيزور رئيس الحكومة الأسبوع المقبل موسكو حيث سيبحث موضوع كبح المشروع النووي تحديداً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال رئيس لجنة الخارجية والأمن تساحي هنغبي، في مقابلة مع إذاعة الجيش، «لا أرى العالم في نهاية الأمر، سينتهج سياسة مختلفة عما ينفذه في مواجهة كوريا الشمالية».
وشارك في جلسة التشاور التي عقدها طاقم «الإحباط السياسي» كل من نائب رئيس الحكومة شمعون بيريز، وزيرة الخارجية تسيفي ليفني، وزير الدفاع عامير بيرتس، وزير شؤون المتقاعدين رافي إيتان، وزير الصناعة والتجارة إيلي يشاي، وزير الأمن الداخلي آفي ديختر، وأعضاء لجنة الاستخبارات الاسرائيلية وقائد الأركان دان حالوتس ومسؤولين آخرين فضلاً عن رئيس الموساد مئير دغان، منسق «الإحباط السياسي» للمشروع النووي الإيراني الذي كُلِّف بهذا الملف إبان تولي أرييل شارون رئاسة الحكومة.
وتناول الخبير الاستراتيجي رؤوبين بدهتسور تداعيات التجربة النووية الكورية على خيارات اسرائيل والمجتمع الدولي في مواجهة المشروع النووي الإيراني، وخلص إلى أن «الاستنتاج الذي يجب على اسرائيل أن تستخلصه من التجربة النووية التي نفذتها كوريا الشمالية، أنه يجب الاستعداد سريعاً قدر المستطاع في وجه إيران المزوّدة بسلاح نووي»، مستنداً في تقديره إلى أنه إذا «لم يقرر الرئيس الأميركي مهاجمة المنشآت النووية الكورية، فستواصل إيران تطوير القنبلة». وبما أن احتمالات شن هجوم أميركي على كوريا الشمالية معدومة، وفقاً لما أورده في مقالته التي نشرتها صحيفة «هآرتس»، «فعلى إسرائيل صياغة سياستها النووية المستقبلية بناءً على فرضية أساسية هي وجود سلاح نووي بحوزة حكم الملالي في المستقبل غير البعيد».
وعبر بدهتسور عن مخاوفه أيضاً من أن تُفضي التجربة النووية الكورية الى «التضييق على زعماء إسرائيل ليُجيزوا هجوماً عسكرياً على المنشآت النووية في إيران، بهدف وقف البرنامج الإيراني»، معتبراً أن ذلك سيكون خطأً استراتيجياً كبيراً، لأنه لا يوجد ما يكفي من المعلومات الاستخبارية عن المنشآت النووية الإيرانية، كما أن الجزء الأكبر من المنشآت مدفون عميقاً تحت الأرض.
ورأى بدهتسور أن «السبيل المجدية الوحيدة عملية عسكرية أميركية. القوة الجوية الأميركية قادرة على مهاجمة أهداف في إيران مرة تلو الأخرى ولمدة طويلة». ولكن بما أن احتمالات تنفيذ هذا الخيار، برأي بدهتسور، ليست عالية سيكون على اسرائيل «الاستعداد لإيران النووية»، والذي يجب أن يشتمل على «تغيير جوهري للسياسة النووية الإسرائيلية. ترك الردع الغامض والانتقال الى الردع النووي الواضح».