علي حيدر

خرج رئيس حزب العمل عامير بيرتس عن صمته الذي التزمه خلال الأيام الأخيرة إزاء سعي رئيس الوزراء توسيع الائتلاف الحكومي، فأعلن رفضه انضمام حزب «إسرائيل بيتنا» إلى الائتلاف، في خطوة لم تثر انطباع المقربين من إيهود أولمرت، فيما رأى فيها مسؤولون في حزب العمل صعوداً إلى شجرة عالية ورد فعل انفعالي غير محسوب.
وبعد نحو أسبوع على الأحاديث التي ملأت الحلبة السياسية الداخلية في إسرائيل عن نية أولمرت ضم الزعيم اليميني المتطرف أفيغدور ليبرمان، وحزبه «إسرائيل بيتنا»، إلى الائتلاف الحكومي، أوضح بيرتس، في لقاء مع أولمرت في مسكن الأخير في القدس المحتلة ليلة أول من أمس، رفضه لهذه الفكرة. وعلّل بيرتس موقفه بأنه «ليس موقفاً شخصياً من ليبرمان، وإنما بسبب الفارق الكبير في الرؤيا والمفاهيم بين الحزبين»، مشيراً إلى أنه يمكن تعزيز الائتلاف بطرق أخرى.
واستكمل بيرتس خطوته هذه بطلب عقد اجتماع لكتلة حزب العمل البرلمانية يوم الأحد المقبل لبلورة موقف رسمي للحزب من هذه المسألة، ومن مسألتين أخريين هما تغيير نظام الحكم الذي أعلن أولمرت تبنّيه له، وموازنة الدولة المقرر أن تعرض أمام الكنيست للتصويت في الأسابيع المقبلة.
إلا أن تحرك بيرتس، الذي تعرض لانتقادات شديدة من داخل حزبه لعدم إعلانه في وقت مبكر موقفاً واضحاً من مساعي أولمرت لتوسيع القاعدة الائتلافية للحكومة، وُوجه ببرودة لافتة من جانب فريق المقربين من أولمرت، الذين أوضحوا أن «تهديدات بيرتس لا تثير الانفعال»، وأشاروا إلى أن انعدام قدرته على فرض الانضباط داخل صفوف حزبه هي التي دفعت رئيس الوزراء إلى خيار توسيع الحكومة، خشية تعرضها للاهتزاز في استحقاقات مهمة مقبلة، كالتصويت على الموازنة العامة. ولفت هؤلاء المقربون إلى أن موضوع ضم ليبرمان إلى الحكومة لم يحسم بعد، على رغم أن فرص تحقق ذلك تتجاوز 50 في المئة.
وأثار موقف بيرتس أيضاً تحفظاً داخل أوساط من حزبه، حيث اعتبر مسؤولون في الحزب أنه «ارتكب (بإعلانه هذا الموقف) خطأ التسلق على شجرة مرتفعة لن يتمكن من النزول عنها». ورأى مسؤولون آخرون أن موقف بيرتس هذا «انفعالي وليس محسوباً»، مشيرين إلى أنه يمثل مخاطرة قد لا تنجح، وخاصة إذا لم يتمكن من تجنيد كل أصوات حزب العمل الـ19 في التصويت لمصلحة الموازنة، الأمر الذي سيفقده ورقة المساومة الرئيسية أمام أولمرت في اعتراضه على ضم ليبرمان إلى الحكومة.
ويعترض معظم أعضاء كتلة حزب العمل البرلمانية على انضمام «إسرائيل بيتنا» إلى الحكومة، فيما يؤيده الوزراء عن الحزب بنيامين بن إليعيزر وشالوم سمحون وإسحاق هرتسوغ. ويبدو أن أولمرت يسعى إلى اللعب على هذا الانقسام داخل صفوف العمل، فعمد إلى الالتفاف على بيرتس من خلال عقد لقاءات مباشرة مع عدد من أعضاء الكنيست العماليين، بدأها أمس بالعضو العربي في الكتلة غالب مجادلة، الذي يقود خط الاعتراض على نية أولمرت لأسباب تتعلق بآراء ليبرمان «الترحيلية» حول الفلسطينيين.
وأكد مجادلة، بعد لقائه أولمرت، أن «حزب العمل عموماً، والأعضاء العرب فيه خصوصاً، لا يمكن أن يسمحوا لأنفسهم بتأييد حكومة يجلس فيها ليبرمان».