حيفا ــ فراس خطيب
تل أبيب ترفض عرضاً أميركياً - أوروبياً لوقف الطلعات الجوية مقابل صور أقمار اصطناعية

كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس، أن مسؤولين إسرائيليين رفضوا اقتراحاً تقدمت به الولايات المتحدة ودولة أوروبية لم تذكر اسمها «مشاركة في قوات اليونيفيل»، يقضي بـ«وقف الخروق الجوية الاسرائيلية في لبنان، في مقابل حصول اسرائيل على صور جوية تُلتقط من أقمار اصطناعية تجسسية تابعة للبلدين».
ويأتي هذا الرفض، بحسب الصحيفة، «في ظل ضغط دولي على اسرائيل لوقف الانتهاكات الجوية لسماء لبنان، بما في ذلك تحليق طائرات الاستطلاع من دون طيار». وأشار مسؤولون إسرائيليون في ردّهم على الاقتراح الأميركي الأوروبي المشترك، إلى انه ما دام «لم يصر إلى فرض حظر تام على تهريب الأسلحة إلى داخل لبنان، فإنّ سلاح الطيران الاسرائيلي سيستمر في عمله».
وأشارت «يديعوت» إلى أن مسؤولين في الأمم المتحدة حذّروا من أنَّ الخروق الاسرائيلية لسماء لبنان هي «مشكلة جدية لقوات اليونيفيل» المنتشرة في جنوب لبنان. وكشفت الصحيفة عن اختراق طائرتين إسرائيليتين الأجواء اللبنانية على مقربة من سفينة فرنسية حاولت الاتصال بهما من دون فائدة. وقد استعدّ طاقم السفينة الفرنسية لحالة طوارئ تحسباً لاحتمال أن تكون الطائرات «معادية». وقد طالبت الامم المتحدة اسرائيل في حينه «التوقف عن الخروق لتجنب مثل هذه الأحداث مستقبلاً».
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي عامير بيرتس، قد أبلغ لجنة الخارجية والأمن في الكنيست أول من أمس أن قائد القوة الفرنسية المنتشرة في جنوب لبنان بعث برسالة تحذير إلى إسرائيل مفادها أن «استمرار الخروق الإسرائيلية للسيادة الجوية اللبنانية، من شأنه أن يؤدي إلى إطلاق صواريخ مضادة للطائرات باتجاه طائرات سلاح الجو الإسرائيلي». وأوضح بيرتس أن الفرنسيين نقلوا رسالة بهذا المعنى إلى اللجنة المشتركة المؤلفة من اليونيفيل والجيشين اللبناني والإسرائيلي. وأوضح بيرتس "قالوا لنا إنه من غير المؤكد أنها لن تُفتح النار على طائرات الجيش الإسرائيلي التي تحلق فوقهم». ولم يوضح بيرتس إن كانت الرسالة الفرنسية تتحدث عن تهديد لوقف الخروقات أم أن الأمر يتعلق بالخوف من «خطأ عملياتي» قد تقع فيه منظومات الدفاع الجوي الفرنسية، كما حصل في الحادث الذي كشفت عنه «يديعوت».
وفي كل الأحوال، توقع بيريس أن يزداد الجدل حول الطلعات الإسرائيلية في سماء لبنان سخونة في الفترة القريبة المقبلة، إلا أنه أكد أن «الأمر يتعلق بموضوع مصيري بالنسبة لاسرائيل وستتواصل الطلعات، بما فيها فوق معابر الحدود بين لبنان وسوريا، ما دام قرار الأمم المتحدة 1701 لم ينفذ بالكامل، بما في ذلك إعادة الأسرى» .
وادّعى بيرتس أن سوريا جددت نقل الأسلحة الى حزب الله، وأن إسرائيل بدأت بجمع الأدلة لإثبات الأنشطة السورية في هذا الموضوع. وقال ننوي الإبلاغ عبر لجنة التنسيق بين إسرائيل واليونيفل والجيش اللبناني، بأنه إذا تحول نقل الأسلحة الى عمل منهجي، فسنضطر الى معالجته بأنفسنا».