يحيى دبوق
بدا أن الحلبة الحزبية الإسرائيلية قد استبقت قرار المستشار القضائي للحكومة بشأن محاكمة موشيه كتساف، وشرعت في البحث عن خليفة للرئيس الذي تظهر كل المؤشرات أن أيام بقائه في منصبه باتت معدودة.
فقد كشفت صحيفة «هآرتس» أمس أن النيابة العامة بدأت في الأيام الأخيرة بصياغة لائحة اتهام ضد كتساف، يُتوقع أن تُقدم خلال أسبوعين إلى المستشار القضائي للحكومة، ميني مازوز، ليتخذ القرار النهائي بشأن إحالته إلى القضاء وتقديمه للمحاكمة بتهم الاغتصاب والفساد. وفي حين رفض متحدث باسم وزارة القضاء الإسرائيلية التعليق على الخبر الذي أوردته «هآرتس»، أعرب العديد من الشخصيات الإسرائيلية عن اعتقادهم أن الوقت قد حان لأن يتنحى كتساف عن منصبه، في مؤشر على ازدياد الضغوط التي يتعرض لها للاستقالة.
ويظهر أن الساحة السياسية الإسرائيلية لن تنتظر خطوة استقالة كتساف لتطلق حملة التنافس على المنصب بين مرشحين بدأت تتردد أسماؤهم في بورصة أصحاب الفرص. وحضر حتى الآن في هذه البورصة إسما كل من نائب رئيس الحكومة، شمعون بيريز، من حزب كديما، والرئيس السابق للكنيست، رؤوفين ريفلين، من الليكود، إضافة إلى حاخام مدينة تل أبيب، مائير لاو.
وأفادت تقارير إعلامية أن ثمة توجهاً جدياً داخل كديما لترشيح بيريز للمنصب، إلا أن هناك خشية من عدم ضمان غالبية مؤيدة له في الكنيست. ويُشير مراقبون إلى أنه إذا قرر بيريز بشكل نهائي المنافسه فسيجد نفسه أمام خصم قوي يحظى بدعم من أعضاء في حزب كديما أيضاً، وخاصة أن رئيس الائتلاف الحكومي، عضو الكنيست أفيغدور يتسحاق اقترح على رئيس الوزراء، إيهود أولمرت، دعم ريفلين كمرشح متفق عليه بين جميع الأحزاب.
إلا أن استطلاعاً أجرته صحيفة «معاريف» يظهر أن الميول في حزب العمل تتجه نحو دعم بيريز، وهو ما يعزز فرصه بالفوز. وألمحت مصادر في حزب «شاس» أيضاً إلى أن ريفلين هو المرشح المفضل لديهم، إلا أنه إذا قرر الحاخام لاو المنافسة فستجد شاس نفسها أمام خيارات صعبة، ولا سيما في ظل تردد أنباء أيضاً عن احتمال ترشح النائب الليكودي المستقيل ناتان شارانسكي للمنافسة على المنصب.
وأعلن مكتب أولمرت أنه لن يتم البتّ بهذه القضية حتى يتضح مستقبل كتساف. كما أعربت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني عن أملها بأن «تنتهي هذه القصة قريباً» لأن كل يوم يمر من دون اتخاذ قرار يشكل «ضربة للمؤسسة (الرئاسية)».