علي حيدر
العنوان الإيراني كان الهدف الأساس لزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي روسيا. وما تخلل الزيارة من مباحثات خاصة بلبنان وسوريا وفلسطين، لم يكن إلا تغطية على ما لا يمكن تحقيقه بالنسبة إلى إيران

أخفق رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت في الحصول على موقف رسمي واضح يساند التعاطي الإسرائيلي مع الملف النووي الإيراني، إذ لم تفلح «حفاوة الاستقبال» في إخفاء اختلافات الطرفين في موضوع حظر السلاح على سوريا وايران، فيما ميّز أولمرت بين لبنان وحزب الله، معتبراً أن إسرائيل «لم تشن حربا على لبنان وانما على حزب الله».
واعلن اولمرت، في نهاية لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ان اسرائيل «على مفترق تاريخي ولا تملك امتياز تجاهل النية الحقيقية لايران التي دعا قادتها علانية إلى القضاء على اسرائيل». وشدد على أن اسرائيل «لا تستطيع مطلقاً التسليم بهذا الوضع بل هو امر ينبغي الاستعداد له ومنعه بكل الطرق المقبولة».
وحاول اولمرت الايحاء أن زيارته حققت ثماراً ايجابية لاسرائيل، قائلاً «أشعر بأن بوتين يتفهم الخطر الآتي من إيران إذا نجحت بالفعل في تحقيق هدفها بتسليح نفسها بسلاح نووي».
إلا أن وكالة أنباء «نوفوستي» الرسمية الروسية نقلت عن بوتين قوله «من الضروري التصرف في شأن ايران»، الا انه اشترط ان «يكون التصرف متناسبا مع ما يحدث بالفعل»، مشدداً على أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تبلغهم بأن المشروع النووي الايراني يشكل تهديدا للسلام والامن.
وفي مقابل العوائق بالنسبة إلى إيران، حاول اولمرت انتزاع موقف بفرض حظر على الاسلحة الروسية إلى ايران وسوريا تحت عنوان «حظر الاسلحة على الدول التي تنقل السلاح إلى حزب الله». وحدد «العنصرين الاساسيين» لتسوية الوضع في لبنان، مشيراً إلى أنهما «حظر نقل السلاح إلى لبنان وتفعيل ناجع للقوات المسلحة اللبنانية في الجنوب، من اجل كبح حزب الله».
وعبّر اولمرت امام بوتين عن دعمه للحكومة اللبنانية، مشيراً إلى أن «الحاجة إلى المحافظة على استقرار الحكومة اللبنانية في مواجهة حزب الله من الداخل، والقوات السورية من الخارج، اللذين يريدان المس بها».
ونقلت صحيفة «ازفستيا» الروسية عن اولمرت قوله عن العدوان على لبنان «إننا حاربنا حزب الله لا لبنان». واستدل على النتائج التي حققتها اسرائيل في حربها بأنه «لا توجد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية اليوم نقاط محصنة لحزب الله، ودخل الجيش اللبناني إلى هناك، وتوجد قوات دولية».
وكرر اولمرت، امام الرئيس الروسي، رغبته في عقد لقاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) في أسرع وقت ممكن. وطلب تدخّل بوتين في مسألة الجنود الأسرى، وخصوصاً الجندي جلعاد شاليط، الذي احتجزته المقاومة الفلسطينية في حزيران الماضي. وأضاف أن «بوتين أرسل وفداً إلى دمشق للضغط عليها، وعلى رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل من أجل إطلاق سراح شاليط».
يُشار الى ان بوتين تحدث في مستهل الاجتماع مع اولمرت عن العلاقات بين اسرائيل وروسيا، التي شهدت «تحولا كاملا» مدى السنوات الماضية، موضحا أنها تقوم حالياً على درجة أكبر من الثقة المتبادلة.
ولوحظ أن الرئيس الروسي أولى أهمية إلى المهاجرين الروس إلى إسرائيل ودورهم في تحسين العلاقات بين البلدين، التي تحسنت في السنوت الاخيرة وترتكز على «الثقة المتبادلة».
وفي الذكرى الخامسة عشرة لاعادة العلاقات الدبلوماسية بين اسرائيل وروسيا، تبادل وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والإسرائيلية تسيبي ليفني الرسائل التي ثمَّنا فيها عالياً التعاون الثنائي الراهن.
ونقلت وكالة «نوفوستي» عما جاء في رسالة ليفني أن «زيارة أولمرت الراهنة إلى موسكو تعتبر من ظواهر التعاون الوثيق بين البلدين ودليلا على الأهمية التي توليها إسرائيل للعلاقات مع روسيا». وتابعت «يتنامى التعاون الاقتصادي والعلمي والثقافي من عام الى آخر، بالإضافة إلى كل الأشياء الأخرى، بفضل العلاقات التاريخية والثقافية بين البلدين».