محمد بدير
أظهر استطلاع للرأي أن ثلثي الإسرائيليين يعتقدون أن على رئيسهم موشيه كتساف تقديم استقالته الآن بسبب ما يواجهه من فضائح أخلاقية وأخرى تتعلق بالفساد، في وقت ارتفعت فيه سخونة المنافسة على خلافة كتساف وتكاثرت الأسماء في بورصة المرشحين لتشمل أشخاص من خارج «الملاك» السياسي والحزبي في إسرائيل.
وأعرب 66 في المئة من الإسرائيليين عن اعتقادهم بأن على كتساف أن يقدم استقالته الآن وعدم انتظار توجيه لائحة اتهام ضده. وقال 24 في المئة ممن شملهم الاستطلاع الذي أجراه معهد «مينا تسيماح» ونشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس، إنهم لا يرون أن على كتساف الاستقالة الآن، فيما امتنع البقية عن الإجابة.
وتطرق الاستطلاع إلى ميول الجمهور الإسرائيلي في ما يتعلق بخليفة كتساف المفضل في منصب الرئاسة، فحلّ القائم بأعمال رئيس الحكومة، شمعون بيريز، في المكان الأول بغالبية 42 في المئة، يليه حاخام مدينة تل أبيب يسرائيل لاو مع نسبة أصوات 16 في المئة، فرئيس الكنيست السابق رؤوفين ريفلين مع نسبة 10 في المئة. وحصلت عضو الكنسيت عن حزب العمل، التي كانت الأولى في ترشيح نفسها إلى المنصب أمس، على نسبة 3 في المئة من الأصوات.
وكان الجديد في ملف المرشحين المحتملين لخلافة كتساف ما ذكرته صحيفة «معاريف» أمس من أن الكاتب اليهودي الأميركي إيلي فيزل يعتبر أحد الأسماء المطروحة لتولّي منصب الرئاسة الإسرائيلية. ونقلت الصحيفة عن رئيس الوزراء إيهود أولمرت قوله إنه يرغب في أن تتولى شخصية مستقلة وغير حزبية المنصب، وهو ما أثار حفيظة بيريز، الذي عبر عن استغرابه موقف رئيس الحكومة في هذا الشأن.
وفيما رفض بيريز تأكيد ترشحه للمنصب، قال مقربون منه إنه يفكر جديا في الترشح إذا ضمن أصوات حزبي كديما والعمل والأحزاب الدينية. وإيلي فيزل حائز جائزة نوبل للسلام (عام 1986)، وهو من الناجين من المحرقة النازية، ولا يحمل الجنسية الإسرائيلية، لكن يمكن أن يحصل عليها بسهولة بموجب «قانون العودة» الإسرائيلي.
إلى ذلك، تزايدت الضغوط التي يتعرض لها كتساف للاستقالة، وكان موقف جديد في هذا الشأن لوزيرة الخارجية تسيبي ليفني التي اعتبرت أن الوضع القائم «غير سليم». وقالت ليفني، خلال حفل افتتاح مقر لحزب كديما في الخضيرة، إنه «ليس من الصواب أن يواصل الرئيس موشيه كتساف شغل منصبه في ظل الوضع الذي نشأ، ولا سيما أنه أعلن أنه سيترك منصبه إذا قُدمت لائحة اتهام ضده، الأمر الذي سيحصل في الأيام المقبلة».
وإن لم تكن التهم التي يواجهها كتساف كافية، فقد كشف أمس عن فضيحة جديدة تتعلق به. وأفادت تقارير إعلامية إسرائيلية أن الشرطة بلورت أدلة لتقديم لائحة اتهام إضافية في حق كتساف تتعلق باستغلاله منصبه لتقديم هدايا، هي عبارة عن كؤوس فضية اشتراها من موازنة مكتب رئيس الدولة، لأقربائه. وبحسب المعطيات التي جمعتها الشرطة، أهدى كتساف 60 كأسا فضية لأقربائه، تصل كلفتها الإجمالية إلى 30 ألف شيكل (6 آلاف دولار). وقالت مصادر مطلعة على مجريات التحقيق إن هذه القضية تعتبر صغيرة نسبياً، إلا أنها تشكل دليلاً على أداء كتساف الذي ادعى، من جهته، بأنه لم يكن يعلم بأن ما قام به هو غير قانوني.